كشفت أزمة نيكسيريا أن مصنعها في دونغقوان بالصين تحول إلى نقطة اختناق في سلسلة توريد السيارات. أدى نقص الشرائح منخفضة التقنية إلى تقليص الإنتاج في نيسان وهوندا، وأجبر المورد الألماني بوش على تقليل ساعات العمل في المصانع. بدأت الأزمة عندما استولت الحكومة الهولندية على مقر شركة نيكسيريا في هولندا خوفاً من نقل التكنولوجيا إلى المالك الصيني وينج تك. ثم أوقفت الصين تصدير الشرائح الجاهزة المصنعة في مصنع دلتا نهر اللؤلؤ، مما أبرز الاعتماد العالمي على الصين حتى في المكونات الأساسية.

أصل الأزمة ومسارها

من مصنعها في دونغقوان، تصدر نيكسيريا ملايين الشرائح سنويًا إلى مصنّعين حول العالم. تعتمد الصناعة على مبدأ المخزون اللحظي، إذ لا يحتفظ المصنعون بمخزون طويل الأجل من هذه الشرائح. أدى توقف الشحنات إلى تعطيل خطوط الإنتاج وطرح أسئلة حول جاهزية شركات السيارات لمواجهة التوترات الجيوسياسية مستقبلًا. أشار لي شينج، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن الاعتماد على الصين يجعل الضغط السياسي ممكنًا بسهولة.

وأوضح خبراء أن استبدال شريحة نيكسيريا ليس سهلاً، إذ غالباً ما تلتصق الشرائح بمكونات حساسة وتستلزم اختبارات دقيقة قبل الاعتماد. قد يستغرق العثور على مورد بديل مثل هلا عامًا لضمان المطابقة للمواصفات. بالرغم من بساطة الشريحة ورخصها، فإن الاعتماد العالمي عليها يجعلها عاملاً حاسمًا في السلسلة ويُظهر أن مكوّناً يبدو بسيطاً يمكن أن يتحول إلى سلاح استراتيجي في مواجهة الأزمات.

دروس وتوجهات مستقبلية لصناعة السيارات

أشار ألفريدو مونتوفار-هيلو من Ankura Consulting في بكين إلى أن الجميع سيبدأ الحديث عن بناء المرونة وتنويع سلاسل التوريد. ثم سيُدركون كم تكون هذه العملية مكلفة ومعقدة، وتكلفة ذلك تعادل استعادة الإنتاج لخطوط ما تزال متأثرة. وتؤكد الأزمة أن الاستعداد لا يقتصر على الشرائح عالية التقنية بل يشمل أيضاً المكونات التي تسيطر عليها دول كالصين، وهو درس للمصانع العالمية. كما تُظهر الأزمة أن المكونات البسيطة يمكن أن تصير أداة ضغط سياسي عندما تتوقف.

شاركها.