يزداد التنافس بين منصات التسوق الإلكترونية خلال موسم التخفيضات بشكل لافت، وتزداد الضغوط لاستغلال الحركة الكبيرة للمستهلكين. تكمن الاستراتيجية في جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية بهدف توجيه الإعلانات بدقة وتحقيق أعلى معدلات البيع. تعتمد هذه الاستراتيجيات على آليات تتبع متعددة تتيح للمنصات فهم سلوك المتسوق وتخصيص العروض في الوقت الفعلي.
آليات التتبع الأساسية
تقوم مواقع التسوق بإدراج كود بيكسل فيسبوك داخل صفحاتها، وهو إطار برمجي بسيط يراقب ما يفعله المستخدم والصفحات التي يزورها والمنتجات التي يضيفها إلى السلة والمدة التي يقضيها في كل صفحة. ترسل البيانات المجموعة إلى فيسبوك لإعادة استهداف المستخدم بإعلانات دقيقة تظهر له بعد دقائق من مغادرته الموقع. تعزز هذه الآلية فرص العودة إلى الشراء وتوجيه المستخدم نحو عروض ملائمة تتناسب مع اهتمامه.
تستخدم الكوكيز ليس فقط للحفظ التلقائي لتسجيل الدخول، بل لتسجيل سجل التصفح والمشتريات المحتملة والعروض التي لفتت الانتباه. تبني المتاجر بناءً على هذه البيانات ملفًا سلوكيًا يساعدها في فهم دوافع الشراء والمعوقات التي تقف أمامه. تتيح هذه البيانات توجيه الحملات الإعلانية المستقبلة بشكل أكثر دقة عبر توقع احتياجات المستهلك وتفضيلاته.
تعتمد بعض المواقع على تقنية بصمة المتصفح حتى عند رفض المستخدم حفظ الكوكيز، فتعتمد هذه التقنية على جمع معلومات دقيقة مثل نوع الجهاز ونظام التشغيل والمتصفح ودقة الشاشة. من خلال دمج هذه البيانات تُنشئ المواقع بصمة فريدة يمكنها تتبع المستخدم عبر أجهزة مختلفة حتى عند تغيير المتصفح أو حذف الكوكيز. تُمكّن البصمة من رصد أنماط التصفح والسلوك عبر بيئات متعددة بشكل مستمر.
تزداد أهمية أدوات تحليل سلوك النقر خلال موسم الخصومات، إذ تتابع مواقع التسوق أين ينقر المستخدم، أين يتردد، وأي أزرار يتركها. تُستخدم هذه البيانات في تعديل التصميم في الوقت الفعلي وتوجيه المستخدم نحو عروض بعينها أو منتجات ذات هامش ربح أعلى. كما تتيح هذه التحليلات تحسين تجربة الشراء وتكثيف فرص التحويل في نطاق العروض الكبيرة.
لماذا يزداد التتبع في البلاك فرايدي
يرجع ذلك إلى أن هذا الموسم يمثل السباق الأكبر عبر الإنترنت، حيث تشهد المنصات ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الزيارات وتزايد احتمالات الشراء. تسعى المتاجر إلى استغلال هذه الفرصة بجمع البيانات وتوجيهها إلى جهات الإعلان وشبكات التسويق وشراكاتها، بما يعزز جودة الاستهداف وكفاءة الحملات. يعمد العديد من مزودي النظام إلى استخدام البيانات في حملات إعادة الاستهداف عبر شبكات متعددة، ما يجعل المستهلك يتعرض لسيل من الإعلانات الموجهة التي تستند إلى سلوكه أثناء موسم التخفيضات.
