تؤكد الدراسات الحديثة أن الاعتقاد بأن التقدم في العمر يعني بالضرورة تراجع القدرة الذهنية ليس صحيحًا، فالعقل مثل العضلة في الجسم يحتاج إلى تدريب ورعاية مستمرة ليظل نشيطًا وقادرًا على التركيز والتذكر. ومع اتباع أسلوب حياة صحي، يمكن للمرأة الحفاظ على قوة عقلها ووضوح تفكيرها لسنوات طويلة مهما تقدم العمر. وتظهر النتائج أن العقل يستطيع الحفاظ على نشاطه إذا توفّرت له بيئة داعمة وممارسة منتظمة.

من الطبيعي أن يمر الدماغ بتغيرات مع مرور السنوات، فقد يصبح النسيان البسيط أكثر شيوعًا وتقل سرعة التركيز والتأقلم مع المواقف الجديدة، لكن هذه التغيرات ليست حتمية ولا تعني فقدان القدرة الذهنية. كثير من مشاكل الذاكرة التي تظهر مع التقدم في العمر تكون ناتجة عن التوتر أو ضعف التركيز أو فقدان الدافع، لذلك فإن الحفاظ على نشاط الذهن، إلى جانب الاهتمام بالصحة الجسدية، يساعد على تقوية القدرة العقلية ويزيد من الإحساس بالثقة والاستقلالية لفترة أطول في الحياة. كما أن تبني نمط حياة متوازن يساهم في تقليل التوتر وتحسين الأداء الذهني العام.

ثلاثة عوامل أساسية للحفاظ على ذهن نشط

النظام الغذائي الصحي

يلعب الطعام دورًا مباشرًا في صحة الدماغ والجهاز العصبي والصحة النفسية أيضًا، فالتغذية التي تتجنب الدهون المشبعة قد تساهم في الحفاظ على القدرات الذهنية. كما أن تناول البرتقال والخضروات الورقية والأسماك الزيتية وفول الصويا يدعم وظائف الذاكرة والتركيز ويحسن جودة النوم. تهدف هذه العوامل مجتمعة إلى دعم صحة الدماغ والنوم الملائم، مما يعزز اليقظة والانتباه خلال النهار.

التمارين البدنية

التمارين البدنية ليست مفيدة للجسم فحسب، بل للعقل أيضًا، فالحركة تنشط الدورة الدموية وتزيد من تدفق الدم إلى الدماغ مما يدعم وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية إليه. كما تساعد التمارين في تقليل القلق والاكتئاب وتحسين الحالة النفسية، وهو ما ينعكس مباشرة على قدرة التفكير بوضوح. لاسيما أن الدمج المنتظم للنشاط البدني يعزز الصحة العقلية والاستعداد الذهني لمواجهة التحديات اليومية.

التحفيز الذهني

كلما كان العقل في حالة نشاط كانت الذاكرة أقوى، ويمكن تنشيطه عبر القراءة اليومية، أو ممارسة الألعاب التي تعتمد على التفكير مثل الشطرنج، أو إجراء عمليات حسابية بدون آلة حاسبة. كما يساعد الانخراط في أنشطة اجتماعية مثل الأندية والدورات التدريبية أو التطوع في الحفاظ على التواصل الاجتماعي وهو عامل مهم لدعم الصحة العقلية. بفضل هذه الأنشطة يمكن تعزيز المرونة الذهنية والقدرة على التعامل مع المواقف الجديدة بثقة.

شاركها.