يُحذر مختصون في الأمن السيبراني من أن إعادة استخدام كلمة المرور في البريد الإلكتروني والتطبيقات الاجتماعية والخدمات المصرفية تزيد المخاطر. يقولون إن اختراقاً واحداً قد يفتح باباً لسلسلة من الاختراقات عبر مواقع متعددة عندما تُسرب بيانات الاعتماد وتُعاد استخدامها. يشرحون أن المهاجمين يمكنهم استخدام روبوتات لاختبار عشرات الآلاف من كلمات المرور المسروقة على مصادر متنوعة. وفي غياب كلمة مرور فريدة لكل حساب، يصبح المستخدم عرضة لانهيار الهوية الرقمية.

تكمن خطورة إعادة استخدام كلمة المرور في أن اختراقاً واحداً قد يفتح الباب أمام سلسلة من الاختراقات المتتابعة عبر مواقع عدة. فعندما يتعرض موقع شهير لانتهاك وتسرّب ملايين بيانات الاعتماد، يبدأ المهاجمون باختبارها تلقائياً على خدمات أخرى مثل البريد والتطبيقات البنكية. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80٪ من الحوادث المرتبطة بالقرصنة تبدأ ببيانات اعتماد مسروقة، وبما أن كثيراً من المواقع تعتمد أنظمة دخول متشابهة، فإن تكرار كلمة المرور يصبح أداةً مثالية لاختراق عشرات الحسابات بلا جهد معقد. كما أن الاعتماد على أسئلة أمان تقليدية مبنية على بيانات شخصية يجعل تجاوزها سهلاً عندما تُستخدم البيانات نفسها عبر مواقع متعددة.

آليات الهجوم وآثارها

يؤدي الاعتماد على كلمة مرور واحدة إلى جهود اختراق جماعي عندما يستغل المهاجمون بيانات الاعتماد المسروقة عبر روبوتات، فينجحون في الوصول إلى البريد والصور والحسابات البنكية وملفات العمل. وعلى المدى الطويل، تتزايد مخاطر فقدان الهوية، حيث يمكن للمخترقين فتح حسابات باسمك أو الإضرار بسجلّك الائتماني أو حتى ارتكاب جرائم تُنسب إليك لاحقاً. وإعادة استخدام كلمات المرور بين الحسابات الشخصية والعملية تُعد انتهاكاً مباشراً لسياست الأمن السيبراني في أغلب المؤسسات، وقد يؤدي ذلك إلى إجراءات تأديبية أو فقدان الثقة الوظيفية، إضافة إلى احتمال اختراق بيانات حساسة تخص الشركة أو العملاء.

التبعات المؤسسية والفردية

تبقى النتائج سلبية، وتُظهر مخاطرها امتداداً من اختراق حسابات فردية إلى تعريض بيانات الشركات للخطر. وقد يؤدي ذلك إلى إجراءات تأديبية أو فقدان الثقة الوظيفية. كما يترتّب عليه احتمال اختراق بيانات حساسة تخص الشركة أو العملاء.

شاركها.