أظهر بحث علمي حديث أن البصمة الكربونية الرقمية للمواقع المستضافة لفعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ارتفعت بشكل ملحوظ عبر السنوات الثلاثين الأخيرة. ويستند العمل في معظمه إلى فحص أرشيف الويب لتقييم التغيرات في هذه البصمة. ويركّز على مدى مساهمة الصفحات التي تستضيف المؤتمر في الانبعاثات أثناء تصفح المستخدمين. وتُفيد النتائج بأن زيادة الاهتمام بالمحتوى الرقمي المرتبط بالمؤتمر ينعكس بشكل واضح على الانبعاثات البيئية للإنترنت.
النطاق الزمني والتطور
توضح النتائج أن الانبعاثات كانت منخفضة حتى مؤتمر الأطراف الرابع عشر (COP14) في عام 2008، حيث بلغت نحو 0.02 جرام من ثاني أكسيد الكربون لكل زيارة. ثم ارتفعت بشكل حاد ابتداء من مؤتمر الأطراف الخامس عشر فصاعدًا، لتتجاوز في المتوسط 2.4 جرام من CO2 لكل زيارة. وفي المقابل، يشير الفريق إلى أن متوسط الانبعاثات لكل صفحة ويب يصل إلى نحو 0.36 جرام من CO2. ويعزو الباحثون هذا الارتفاع إلى النمو في المحتوى الذي يتطلب قدرات حاسوبية أعلى، مثل الصور والفيديو عالي الدقة.
وتظهر الدراسة أن COP25 سجل أعلى متوسط انبعاثات CO2 لكل مشاهدة صفحة، ويرجع ذلك إلى الاعتماد الكبير على الوسائط المتعددة والتحديثات الديناميكية. كما تذكر أن صفحة COP28 في دبي تبرز بثلاثة مقاطع رئيسية وتقرير حالة متحرك على الصفحة الرئيسية. أما صفحة المؤتمر الذي عقد في باكو، أذربيجان، فاستعرضت مقطع فيديو متحرك وصور تتوسع عند تحريك المؤشر، وهو نمط يعزز طلب الحوسبة. وتؤكد النتائج أن هذه الأنماط المدفوعة بالوسائط ترفع الاستهلاك مقارنة بالخدمات الأساسية الأقل ديناميكية.
التوصيات والآفاق
يقترح الفريق تطبيق ضوابط صارمة على أحجام الصفحات وتحسين التصميمات وتوزيع الاستضافة على خوادم تعمل بالطاقة المتجددة. كما يشدد على تقليل الاعتماد على المحتوى الديناميكي غير الضروري وتحفيز إعادة استخدام أرشيفات الويب للكشف عن اتجاهات الاستهلاك والمساعدة في تقليل الانبعاثات الرقمية. وتؤكد النتائج أن فهم البصمة الرقمية يمكن أن يساعد المنظمات المعنية بالمناخ في اتخاذ إجراءات ملموسة لخفض التأثير البيئي للويب وتحسين استدامة التفاعل الرقمي مع المؤتمرات الدولية.




