تتزايد المخاطر المرتبطة بفيديوهات التزييف العميق مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي. أفادت تقارير أمنية بأن أعداد المقاطع المزيفة ارتفعت من نحو نصف مليون في 2023 إلى أكثر من 8 ملايين في العام الحالي، مع تسجيل زيادة محاولات الاحتيال بنحو 3000% خلال عامين. تشير البيانات إلى أن التمييز بين الحقيقة والزيف أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى، إذ لم يعد بإمكان المشاهدين اكتشاف التزييف عالي الجودة بسهولة. ولم يعد الاستخدام الترفيهي وحده مقبولاً؛ فالمحتالون يعتمدون على تقنيات استنساخ الصوت والوجوه والتعابير لخداع الجمهور ونشر معلومات مضللة.

انتشار التزييف العميق وآثاره

من جهة أخرى، انتقلت مقاطع التزييف العميق من ظاهرة ترفيهية إلى صناعة احتيال تقودها أساليب الاستنساخ الصوتي والوجه والتعبيرات لخداع الضحايا وترويج أخبار كاذبة. وتُشير تقارير إلى إمكانات أدوات تحويل النص إلى فيديو لإنتاج مقاطع واقعية خلال دقيقة أو أقل. كما أن هذه التقنيات تتيح للمحتالين تجسيد شخصيات مقربة أو رؤساء بشكل مقنع على الشاشة، ما يعمق مخاطر التضليل. هذا التطور يطرح قضايا أخلاقية متزايدة مع ازدياد المقاطع التي تبدو كأنها حقيقية وتظهر شخصيات عامة بشكل غير لائق أو خارج السياق.

تحذيرات الخبراء والتداعيات

يحذر خبراء الأمن من سرعة تطور هذه التكنولوجيا وتوسع استخدامها، إذ كان إنتاج مقاطع عالية الواقعية يتطلب في السابق أطر استوديوهات متخصصة، بينما أصبح اليوم متاحاً لأي شخص يمتلك حاسوباً محمولاً. وتؤكد التقديرات أن مقاطع التزييف العميق باتت أقرب إلى الواقع، مما يجعل التمييز بينها وبين الحقيقة أمراً صعباً للغاية للمستخدمين. كما تُشير تقارير عن انتشار تطبيق شائع يتيح للناس إنشاء مقاطع قصيرة واقعية بسرعة تفوق توقعاتهم، وتجاوز عدد مستخدميه المليون تنزيل، وهو ما يعزز النقاشات الأخلاقية ويزيد من أهمية الإرشادات والضوابط. كما أقدمت منصات على اتخاذ إجراءات تقيد نشر مقاطع تُظهر شخصيات عامة بشكل غير لائق أو في سياق غير مقبول، ما يبرز تعقيدات التعامل الأخلاقي مع هذه التكنولوجيا.

طرق الكشف والتحقق

قدمت فرق الأمن مجموعة من الأساليب الرئيسية للكشف عن مقاطع الفيديو المصطنعة بسهولة. وتشمل هذه الإشارات انخفاض معدل الرمش أو حركة العين، وأصابع غير متناسقة مع الحركة، ووجود أخطاء في الإضاءة والظلال وتوازناتها. كما تشير إلى مشكلات في تزامن حركة الشفاه مع الكلام، وبشرة تبدو ناعمة بلا مسام، وخلفيات بها تشويهات أو حواف متذبذبة. وتضاف إلى ذلك دلائل أخرى مثل حركة القماش غير الطبيعية وانتقالات المشهد غير الملائمة، مع الإشارة إلى أن وجود هذه العلامات لا يعني بالضرورة الاحتيال، ولكنه يعزز الحاجة إلى فحص إضافي ومصدر موثوق للمقاطع.

شاركها.