تقدّم هذه المقابلة لمحة عن أسلوب سيلين باريِل في العطور وتعاونها المستمر مع علامة Aesop. وتستند إلى تجربة من قلب مدينة غراس الفرنسية، عاصمة العطور، حيث تتبلور الرؤية العطرية عبر مشاريع تشد الحواس وتكسر التوقعات. ويركّز الحوار على أحدث ابتكاراتها، عطر أورنر أو دو بارفوم، الذي ينحت زهرة متمردة من نوتات غير مألوفة وتلتقي أوراق الماغنوليا مع البابونج الروماني في توليفة تتأرجح بين الرقة والقوة. يشير الحوار إلى مسارها المهني مع Aesop من خلال تفاصيل العمل والتجربة الحسية.

اختيار ورقة الماغنوليا

أوضحت سيلين باريِل أنها فضّلت ورقة الماغنوليا كمكوّن محوري بدلاً من الزهرة. تعطي الورقة انطباعاً عطرّياً نقياً يمزج عبق الورق مع نفحات الخزامى ويمنح إحساساً بالعذوبة العطرية النقية. تتماشى هذه الرؤية مع مقاربة إيسوب غير التقليدية في العطور وتبرز التباين بين النعومة والصلابة في التركيبة. ينعكس الاختيار في بناء العطر كقصة تتقدم من خلال تفاصيل حسية وتقنية متوازنة.

دمج البابونج الروماني

يُعتبر البابونج الروماني العنصر الذي يغيّر التوازن في العطر. رغم أن قلب المكوّن يظل ورقة الماغنوليا، يمنح المزج مع البابونج عمقاً ومرونة في الانتقال بين الطبقات. يضيف البابونج رونقاً خفيفاً يعزّز إشراقاً يحاكي رائحة خشب الأرز والباتشولي، ما يساعد على تثبيت النفحات الأساسية وتشكيل طبقة أكثر ثباتاً. أما زهرة البابونج فتمثل أبعاداً خفية تقرب العطر من جلد العطار وتُبرز التباين بين الشفافية والقوة.

التعاون الإبداعي مع إيسوب

تُبرز المسيرة أن العلاقة مع إيسوب تتيح للعطار حرية تجربة تتجاوز التوجيهات التقليدية. بدأت العلاقة عام 2006، وتبلورت فعلياً في 2015 مع عطر تاسيت أو دو بارفوم سِت، وفي 2021 عاد التعاون إلى عطر أورنر من خلال لقاءات غير رسمية وموجز بصري يعكس مخزن إلهام متنوع. اصطحب فريق إيسوب إلى مشغل IFF في غراس، حيث تلاقت الأفكار وتبلورت صياغات جريئة ومتميزة. أسهم ذلك في إنتاج عطر صادق ومتمرد ومتفرد بكل معنى الكلمة.

الحملة ورؤيتها

تتناول الحملة قصة التحول والغموض المرتبطة بعطر أورنر أو دو بارفوم، وتُبنى من موجز يركز على الحواس والخامات والمناظر الطبيعية كركيزة للرؤية العطرية. يبدأ العمل من صفحة بيضاء، وتُدوّن عليها مزاجات الحواس والخامات والمناظر كخطوط توجيه لبناء الوجهة العطرية. تُختار المكونات بدقة لتكون الشخصيات الرئيسية في القصة، ثم تُضاف عناصر أخرى تعزز الحوار والتوازن بين الطبقات. تسعى الحملة إلى تحريك العواطف وتحديد وجهة العطر بدقة.

الرؤية الأولية لعطر أورنر

كان الموجز دقيقاً للغاية، إذ أغرقني بمجموعة من الصور والموسيقى والقصائد والحالات المزاجية والخامات، مما ساعد على تشكل رؤية واضحة منذ اللحظة الأولى. تبلورت قناعة بأن الماغنوليا يجب أن تكون في صميم العطر، لكن اختيار ورقة الماغنوليا بدلاً من الزهرة جاء ليعزز مقاربة إيسوب غير النمطية. تخيلت ألواناً فاتحة تميل إلى الأخضر والأبيض، حتى بدا أن الملمس جزء أساسي من الحكاية؛ فالهواء يشكل اللوحة والخامات ألواناً لرسم المشاهد العطرية. يبرز التآزر الحسي كعامل محوري يربط بين الصورة والملمس والإحساس، وليس مجرد رائحة.

الإحساس والملمس كجزء من الحكاية

ترتكز التجربة العطرية على إدراك الحواس والملمس كعنصرين أساسيين في سرد العطر؛ فالهواء يفتح مساحات حسية واسعة، وتُستخدم الخامات كألوان لإسقاط المشاهد العطرية على سطح الوعي. يعزز التباين بين النضارة والدفء والصلابة والشفافية حضور العطر، ما يمنح التجربة بعداً جسمياً ملموساً يتجاوز مجرد الرائحة. تعتمد الحكاية على كيمياء حسية تجمع بين الشكل والصوت واللون والإحساس لتكوين وجهة عطرية ناشئة من مخزون التجربة.

شاركها.