تشير المصادر إلى وجود فئة من الأشخاص تتسم بنزعة استحقاقية مفرطة وتتعامل مع الدعم المقدم لهم كواجب لا كخيار اختياري. يظل لديهم شعور بأن التقدير من الآخرين حق ثابت لا يتطلب سببًا واضحًا. مع مرور الزمن تتراكم التوقعات حتى يصبح العطاء من حولهم قاعدة ثابتة بلا مقابل. وتؤدي هذه السلوكيات إلى إرهاق الطرف المقابل وتراجع التقدير المتبادل في العلاقة.
سمات الاستحقاق الزائد
يظهر الشخص المستحق الزائد في سعيه المستمر للحصول على التقدير بصورة دائمة، حيث ينتظر الثناء والكلمات الإعجاب في كل خطوة يقوم بها. وبسبب صعوبة تقدير نفسه داخليًا، يلجأ إلى الرضا الخارجي من الآخرين ليكمل نقصه العاطفي. كما أنه حين يحصل على مساعدة من الآخرين، يرى ذلك كإطفاء لاحتياجه وليس كعطاء تطوعي بل كحق يجب توافره باستمرار. وبالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن تقديم المساعدة للآخرين يبرر وجوده ويؤكد استحقاقه دون الحاجة إلى الامتنان المتبادل.
قد يظهر أيضًا الاعتماد المفرط على نصائح الآخرين كأنها واجب مستحق عليهم؛ فالتوجيه من الآخرين يصبح عنده شرطًا لوجود الحلول، بينما يتجنب بذل جهد في التفكير الشخصي. كما يعمد إلى تقديم يد المساعدة بكثرة لكنه يتوقع أن تتغير خطط الآخرين لتناسبه دون اعتراض، وهو ما يعكس تجاهله لوقت الآخرين وأولويتهم. وتبرز علامة أخرى هي تقديم التنازلات بسهولة مع انتظار الامتنان المستمر، فالمساعدة تُنظر كحق وليس كعمل تطوعي. وتبرز أيضًا علامة انتظار إعادة ترتيب المواعيد لمصلحته فقط، مع افتراض أن وقت الآخرين أقل أهمية من وقته.
تداعيات العلاقات والتعامل معها
إن استمرار هذه السلوكيات يترك الطرف الآخر مُنهكًا عاطفيًا وجهدًا بدون تقدير كاف، ما يعرقل بناء علاقة متوازنة تقوم على المساواة والاحترام المتبادل. يواجه الأطراف المحيطون به ضغوطًا مستمرة لإرضائه وتلبية احتياجاته، ما يقود إلى علاقة من طرف واحد تزداد فيها مسؤوليات أحد الطرفين وتقل فيها قدرته على الشعور بالامتنان. في المقابل، يتضاءل الشعور بالترابط والالتزام حين لا يجد الطرف الآخر الفرصة ليطلب مقابلًا عادلًا لجهوده. وفي النهاية، تفقد العلاقات جمالها وصحتها عندما يظل الاستحقاق يمنع أي تبادل مساهم واعتراف يكافئ الجهد والوقت المبذولين من الطرفين.


