تعلن هيئة متحف تكساس للعلوم والتاريخ الطبيعي عن نتائج دراسة جديدة قادها عالم الحفريات ليام نوريس. يتجاوز البحث فكرة أن العصور القديمة اعتمدت طول الديناصورات في اختيار غذائها، بل يوضح أن العوامل الكيميائية في أسنانها تعكس تفضيلات غذائية محددة. فحصت الدراسة أن ديناصورات عاشت قبل نحو 150 مليون عام تكيفت مع أنواع غذائية متنوعة من الأوراق الطرية إلى الأغصان الصلبة، وتبين أنها اختارت وجباتها وفق قيمها الغذائية وملمسها. يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف يغيّر الصورة التقليدية ويشير إلى أن سلوكها الغذائي كان أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد سابقًا.

تنوع الأنظمة الغذائية

وتشير النتائج إلى تنوع الأنظمة الغذائية التي اتبعتها الديناصورات العاشبة، حيث امتدت خياراتها من أوراق الأشجار الرخوة إلى الأغصان الخشنة. وقد كشف تحليل نظائر الكالسيوم في أسنانها عن اختلافات تحدد الخيارات الغذائية وتؤكد وجود تفضيلات محددة. بالإضافة إلى ذلك، وضع التحليل أن الكاماراصور، الذي كان يُعتقد أنه يلتهم أوراق الأشجار، في الواقع اعتمد غذاءً من النباتات الخشبية. هذا النطاق الواسع من النظام الغذائي يظهر كيف تكيفت هذه الديناصورات مع بيئتها للبقاء على قيد الحياة.

فك رموز النظم الغذائية

فكّك تحليل النظائر أيضًا سلوك بعض الديناصورات اللاحمة، فبينت النتائج أن يوتريتورانوسوكس كان على الأرجح يتغذى على الأسماك، بينما فضل ألوصور لحم الديناصورات الأخرى ولكنه تجنب العظام. توضح هذه النتائج أن التفضيلات الغذائية لدى هذه المخلوقات قد تكون محدودة بنطاقات محددة وتتسم بالاعتماد على موارد معينة. وتؤكد أن العلامات الكيميائية للنظام الغذائي يمكن أن تظل قائمة على امتداد ملايين السنين وتساعد في فهم بيئاتها القديمة.

آراء الخبراء وتبعات البحث

وتلقى هذا النهج الجديد قبولًا إيجابيًا من خبراء علم الحفريات، حيث أشار بول باريت من متحف التاريخ الطبيعي بلندن إلى أنه أسلوب مبتكر لإثبات النتائج. ووصفه مايكل بينتون بأنه دليل قوي يظهر أن المعلومات الكيميائية للنظام الغذائي يمكن حفظها عبر العصور وتساعد في قراءة سلوك الديناصورات. وتؤكد هذه الرؤية أن التحليلات الكيميائية للنظام الغذائي تعزز فهمنا لتكيفات الديناصورات مع بيئاتها القديمة وتفتح مجالًا لتفسيرات جديدة.

شاركها.