يؤكد الدكتور جمال فرويز أن الذاكرة تتأثر بالحالة النفسية ونمط الحياة قبل الامتحانات، وأن الضغوط وسوء العادات قد تعطلان قدرة المخ على تخزين واسترجاع المعلومات حتى ولو كان الطالب قد ذاكر جيدًا. يوضح أن التوازن النفسي ونوعية الحياة اليومية المبكرة قبل الامتحان يلعبان دورًا محوريًا في الأداء الذهني. وبناء على ذلك، يصبح ضبط العادات اليومية وتخفيف الضغط من الخطوات الأساسية لتقوية الذاكرة قبل الامتحان.

أخطاء تدمّر الذاكرة قبل الامتحان

تشير الأدلة إلى أن السهر المتواصل وقلة النوم من أبرز الأخطاء التي تفقد الذاكرة كفاءتها وتضعف التركيز. فالحرمان من النوم يعيق تثبيت المعلومات وترتيبها في الذاكرة، مما يقلل قدرة الدماغ على الاستدعاء يوم الاختبار. يؤدي استمرار السهر قبل الامتحان إلى نسيان ما تم مذاكرته وتراجع الأداء.

يؤثر القلق أثناء المذاكرة على الذاكرة من خلال رفع مستوى هرمون الكورتيزول، وهو ما ينعكس سلبًا على مراكز الذاكرة ويعيق استرجاع المعلومات. لذلك يصبح استدعاء المواد أصعب عندما يتواصل التوتر مع اقتراب الامتحان. يوصى بتخفيف التوتر من خلال تمارين التنفس العميق أو المشي الخفيف خلال فترات الراحة.

يعتمد الحشو المكثف للمعلومات قبل الامتحان على القلق ويجهد المخ، فيؤدي إلى تشتت تنظيمي ونسيان سريع. إذ يسهم التراكم المفاجئ للمعلومات في صعوبة تنظيمها واسترجاعها يوم الاختبار. يفضل توزيع المراجعة على فترات زمنية مع تقليل الاعتماد على الحشو اللحظي.

يزيد الإفراط في المنبهات مثل القهوة ومشروبات الطاقة من التوتر وتضطرب النوم وتؤثر على انتظام اليقظة. هذه الاضطرابات تضر بالذاكرة والتركيز عندما يحين وقت الاستدعاء. لذا من الأفضل تقليل المنبهات والاعتماد على أساليب استرخاء كالتنفس العميق.

تؤدي العزلة التامة وإهمال فترات الراحة إلى إجهاد ذهني وتراجع القدرة على التركيز. يحتاج الدماغ إلى فترات استراحة قصيرة لاستعادة نشاطه وترتيب المعلومات. تنظيم أوقات الراحة خلال جلسات الدراسة يحافظ على اليقظة ويعزّز الاستيعاب.

تزيد المقارنة المستمرة بالآخرين الشعور بالعجز والقلق، ما يضعف الثقة بالنفس ويؤثر على الأداء العقلي. هذه المشاعر السلبية تعيق التركيز وتضعف قدرة استدعاء التفاصيل في الامتحان. لذا يُفضَّل التركيز على العمل الشخصي وتقييم التقدم بناءً على الأهداف الفردية فقط.

كيف يحافظ الطالب على ذاكرته قبل الامتحان؟

ينصح الدكتور جمال فرويز الطلاب بالالتزام بعدد ساعات نوم كافية ومنتظمة. يساعد النوم الكافي في تثبيت المعلومات وتحسين قدرة الاستدعاء يوم الامتحان. كما يحد النوم المنتظم من التوتر ويعزز اليقظة خلال جلسات المذاكرة.

ينصح بتنظيم وقت المذاكرة وتجنب الحشو في اللحظات الأخيرة. يسهّل التنظيم التعلّم ويقلل التشتت ويعزز استدعاء المعلومات أثناء الامتحان. كما يخفّض التوزيع المتزن للمراجعة عبء العمل ويعزّز الاستيعاب التدريجي.

ينصح بتقليل القلق عبر التنفس العميق أو المشي الخفيف كاستراتيجيات عملية لتهدئة الأعصاب قبل جلسات المراجعة. يساعد ذلك في الحفاظ على التركيز والهدوء أثناء الاستدعاء. وتُعد هذه الممارسات بدائل فعّالة عن الاعتماد المفرط على المنبهات.

ينصح بتجنب الإفراط في المنبهات وعدم الاعتماد عليها كدعامة أساسية للاستيقاظ والانتباه. يشير إلى أن النوم الجيد يمنح اليقظة دون آثار سلبية مثل الأرق أو التوتر. الحفاظ على هذه العادات الصحية يدعم الذاكرة ويستمر أثرها خلال فترة الامتحانات.

ينصح بالتركيز على المذاكرة الهادئة وتجنب المقارنات المستمرة مع الآخرين كوسيلة للحفاظ على الثقة بالنفس والقدرة العقلية. توفّر البيئة الهادئة فرصة أفضل لاستيعاب المواد واستدعائها بثبات يوم الامتحان. من المهم تقييم التقدم بناءً على الأهداف الشخصية وليس على مقارنات زملاء الدراسة.

شاركها.