تتناول المصادر جدلاً مستمرًا حول تعريف الذكاء الاصطناعي العام AGI، وتؤكد أن أبرز خبراء المجال لم يتفقوا حتى الآن على تعريف موحد لهذا المفهوم. يبرز النقاش بين ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل ديب مايند، ويان لوكون، المسؤول السابق عن أبحاث الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، حول إمكانية وصول الذكاء الاصطناعي إلى مستوى البشر. وتدور الحوارات حول الفرق بين وجود ذكاء عام وبين محاكاة الذكاء البشري، وتُسجل على منصة إكس تبادلات علنية بين الطرفين. كما أعلن إيلون ماسك دعمه لهاسابيس في هذا السياق عبر تغريدة على المنصة.

انقسام الآراء حول الذكاء العام

في المقابل، شكك يان لوكون أصلًا في وجود مفهوم “الذكاء العام” حتى لدى البشر، معتبرًا أن الذكاء البشري شديد التخصص ويتطور عبر بيئة محددة. وأوضح أن الدماغ البشري يختلف عن قدرة الآلة على التنبؤ بملايين السيناريوهات عبر تحليل سريع للبيانات. كما أشار إلى لعبة الشطرنج كأمثلة على قدرة البشر على التعامل مع عدد محدود من الاحتمالات مقارنة بالآلات التي تتحقق من ملايين الخيارات في ثوانٍ. ودعا لوكون إلى نهج يركّز على الذاكرة الطويلة الأمد والبيئات الحسية بدلاً من محاكاة الدماغ بشكل كامل باستخدام كميات هائلة من البيانات.

ورد ديميس هاسابيس في المقابل بأن الفرق بين “الذكاء العام” و”الذكاء الشامل المطلق” تُطرح بشكل غير دقيق، وأن الدماغ البشري يعتبر نموذجًا عموميًا للتعلم. وأكد أن البشر، رغم قيودهم البيولوجية، يمتلكون ذكاءً عامًا يمكن للآلات الاقتراب منه تدريجيًا مع تطور النماذج الحديثة. وأشار إلى مفهوم آلة تورينج كنموذج نظري لحاسوب يمكنه تحقيق ذكاء غير محدود إذا توفرت له ذاكرة وموارد لا نهائية. لذلك يرى أن هناك قدرًا من العمومية يتاح للذكاء الاصطناعي والإنسان على حد سواء، يتيح تعلم نطاق واسع من المهام.

كما أعلن إيلون ماسك دعمه لديميس هاسابيس قائلاً “ديميس على حق”، مع تكراره تحذيراته من مخاطر الذكاء الاصطناعي المتقدم. وفي رد لاحق، أوضح لوكون أنه يعترض فقط على استخدام لفظ “عام” لوصف أنظمة تشارك الإنسان في القدرات الذهنية، لأن البشر أنفسهم يتسمون بالتخصص الشديد في مجالات مختلفة.

شاركها.