تُعد منطقة نجران وجهة سياحية استثنائية في المملكة العربية السعودية، إذ يلتقي جمال الطبيعة بعمق التاريخ. تتيح للزوار تجارب مدهشة تمتد بين القمم الشامخة والسهول الواسعة وصولاً إلى الصحاري الساحرة. تترك المنطقة انطباعاً عميقاً في النفس بتناغم بين المناظر الطبيعية والتاريخ الغني.

جهود تطوير البنية التحتية

سجلت نجران تطوراً ملموساً في المشهد الحضري وخدمات المدينة. نفذت مشاريع لتصريف السيول وتحسين الشبكات الخدمية والبنى التحتية بما يعزز جاهزية المدينة لتحديات البيئة والخدمات. بلغ عدد المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها حوالي 25 مشروعاً بقيمة إجمالية تقارب 711 مليوناً و164 ألف ريال. أعدت أمانة نجران 9 متنزهات طبيعية و110 حدائق و36 ممشى رياضي لتلبية احتياجات الزوار والسكان.

المتنزهات والأماكن الترفيهية

تضم نجران 9 متنزهات طبيعية و110 حدائق و36 ممشى رياضياً، وتزدان هذه المساحات بأزهار وشجيرات ومسطحات خضراء تعزز جمالية المدينة ومحافظاتها. يعد متنزه الملك فهد الوطني في غابة سقام من أبرز المعالم الترفيهية بالمنطقة، إذ يمتد على مساحة تقارب 4 ملايين متر مربع ويوفر أنشطة مناسبة للجميع في أجواء طبيعية خلابة. هذه المرافق توفر فرصاً للقرى والمدينة للاستمتاع بالعائلة والصحة والهواء النقي في بيئة مفتوحة وآمنة.

المواقع الأثرية والتراث الثقافي

تمثل مدينة الأخدود الأثرية أحد أبرز المعالم التاريخية في المملكة، وترتبط بقصة أصحاب الأخدود كما وردت في المصادر التراثية. تعود آثارها إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي، وتظهر فيها نقوش مسندية وجدران حجرية ضخمة تعكس حضارة جنوب الجزيرة العربية. اليوم هي موقع مفتوح يحاكي متحفاً طبيعياً يستقبل الزوار من داخل المملكة وخارجها.

آبار حمى والثراء الثقافي

تضم منطقة آبار حمى الثقافية المدرجة ضمن التراث العالمي لليونيسكو أكثر من 5500 نقش صخري يعود تاريخها إلى عصور مختلفة، وهي مرجع علمي مهم للباحثين في علم الآثار. تقدم هذه النقوش معلومات عن الحياة البرية والثقافة في الجزيرة العربية وتعد نقطة توقف مهمة على دروب القوافل التجارية القديمة. كذلك يعكس وجود المدينة ومراكزها مواقع أثرية تعكس عمق الهوية الثقافية والتاريخ الغني للمنطقة.

التراث العمراني والبيئة الاجتماعية

يمثل التراث العمراني في نجران جزءاً لا يتجزأ من الهوية المحلية، حيث تتميز البيوت التقليدية المصممة من الطين والحجارة بتصاميم تعكس العادات والتقاليد. تروي الأزقة الضيقة والأبواب الخشبية المنحوتة تفاصيل الحياة الاجتماعية والثقافية القديمة، فيما تعكس البيوت الطينية جوهر الأصالة وهويتها الثقافية العريقة. تبرز القرى الطينية قصصاً نابضة بالحياة وتُبرز تاريخاً عريقاً وثقافة غنية تعيش في مبانٍ تعود لقرون ماضية.

الزراعة والموارد الطبيعية

تُعد نجران منطقة زراعية مهمة في المملكة بفضل مناخها المعتدل وارتفاعها عن سطح البحر الذي يتجاوز 1200 متر، ما يتيح زراعة الفواكه والخضراوات على مدار السنة بجودة عالية. تشمل المنطقة أكثر من 5000 مزرعة تمتد على مساحة تفوق 27000 هكتار، وهو ما يعزز مكانتها كأحد أبرز مناطق الإنتاج الزراعي. وتدعم هذه الزراعة نشاطاً اقتصادياً ذا مردود واسع ضمن رؤية المملكة 2030.

الفرص الصناعية والموارد المعدنية

تشهد المنطقة نمواً اقتصادياً سريعاً وتعتبر وجهة استثمارية رئيسة في الجنوب، مدعومة بموقعها الاستراتيجي ومواردها المتنوعة. تضم المنطقة نحو 90 مصنعاً، منها 29 مصنعاً تعمل في مجالات غذائية وكيميائية وبلاستيكية وورقية. كما تتوفر في المنطقة مجمعات تعدين واسعة تشمل 27 مجمعاً تغطي مساحة تفوق 5400 كيلومتر مربع، إضافة إلى مواقع احتياطية لخامات النحاس والزنك تمتد على نحو 70 كيلومتراً مربعاً.

خاتمة وتجربة الزوار

وأعرب عدد من السياح الأجانب عن سعادتهم بزيارة منطقة نجران وتفاعلهم مع مزيج التاريخ والطبيعة في تجربة ثقافية ثرية تعكس تلاقي الحضارات وتنوع الإرث غير المادي الذي يبرز الأصالة العربية. تؤكد الزيارة أنها وجهة تستحق الاستكشاف والزيارة لما تقدمه من معالم تاريخية ومواقع طبيعية وفرص اقتصادية متنامية. يبرز التنوع في نجران كعنصر جاذب يجمع بين القيمين على التراث والمستثمرين والزوّار من مختلف أنحاء العالم.

شاركها.