توضح الأكاديمية الوطنية للطب أن متلازمة التعب المزمن هي اضطراب مزمن يسبب إرهاقاً شديداً يمنع المريض من ممارسة أنشطته اليومية. وتُعرف عادة باسم ME/CFS وتؤثر على نحو 3.3 مليون شخص في الولايات المتحدة وفق تقارير فوكس نيوز. وتستند المعايير إلى وجود ثلاثة أعراض رئيسية مستمرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر، من بينها إرهاق حديث الظهور يعيق الأداء اليومي وتفاقم الأعراض مع الجهد واضطرابات النوم. كما قد تظهر أعراض إضافية مثل ضباب الدماغ وتغيرات في ضغط الدم عند الوقوف، مما يؤثر على اليقظة والتركيز.

أسباب المرض وتحديات التشخيص

تختلف أسباب المتلازمة من شخص لآخر لكنها ترتبط عادة بعوامل مثل العدوى الفيروسية والضغوط الجسدية والنفسية المزمنة واضطرابات النوم ونقص العناصر الغذائية. وقد يظهر المرض فجأة بعد عدوى مثل كوفيد-19 أو عدوى Epstein-Barr، كما قد تلعب الإصابات الرأسية والتغيرات الهرمونية بعد الحمل دوراً في التحفيز. ولا توجد فحوصات مخبرية محددة تشخّص المرض بشكل قاطع، بل يعتمد التشخيص على التقييم الإكلينيكي لاستبعاد حالات مشابهة مثل قصور الغدة الدرقية والاكتئاب.

آمال جديدة في التشخيص

يبرز أمل في تشخيص المتلازمة من خلال أداة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تعرف بـBioMapAI، التي تسعى لرصد علامة بيولوجية مميزة عبر تحليل الدم والبراز والاختبارات المخبرية الشائعة. ونشرت نتائج أولية في مجلة Nature Medicine أشارت إلى وجود اضطرابات في ميكروبيوم الأمعاء ونشاط مفرط للجهاز المناعي واختلال في التمثيل الغذائي لدى المرضى. وتمثل هذه النتائج خطوة واعدة نحو تشخيص أكثر دقة وفهم أفضل لآليات المرض.

طرق العلاج والتعامل مع المرض

تشير المراجعات الطبية إلى عدم وجود علاج موحّد للمتلازمة، إذ تختلف الأعراض والاحتياجات من مريض لآخر. وتنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بوضع خطة علاج فردية بالتعاون مع الطبيب تركز على الأعراض الأكثر تأثيراً في جودة الحياة. وتشمل الخيارات تغييرات في نمط الحياة وتنظيم النوم والراحة والعلاج الطبيعي واستخدام أدوية للمساعدة في تخفيف الأعراض. ويُذكر أن نحو ربع المصابين قد يصلون إلى ملازمة الفراش في مرحلة من مسار المرض، وهو ما يؤكد أهمية رصد الحالة وتعديل العلاج وفق التطور.

شاركها.