تؤكد الدكتورة سهير الغنيمي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الارتباط العاطفي لا يضمن الراحة والأمان النفسي كما يعتقد كثيرون. ترى أن بعض العلاقات قد تكون محرّكة للقلق وليست سبيلاً للطمأنة، وهذا يظهر في العيادات النفسية خلال السنوات الأخيرة. توضح أن كثيرين يدخلون العلاقات وهم يظنون أن مجرد وجود الشريك يكفي لاستقرارهم، دون فحص طبيعة العلاقة والدعم النفسي الذي تقدمه. وتؤكد أن طبيعة العلاقة وتوافر الدعم النفسي الحقيقي هما العاملان الحاسمان.
قلق دائم في علاقة مؤذية
توضح الدكتورة أن القلق المستمر وعدم الشعور بالأمان يجعل العلاقة مؤذية، حيث يشعر الطرف بأنه دائماً موضع اتهام أو مطالب بإصلاح أخطاء غير واضحة. يستخدم بعض الشركاء أساليب ضغط نفسي متكرراً لإقناع الطرف الآخر بأنه مقصر، مهما بذل من جهد. هذا النمط يستهلك الطاقة النفسية ويجعل الشخص يعيش حالة من الخوف من فقدان العلاقة رغم وجود مشاعر حقيقية.
عطاء غير متوازن وخوف من الفقد
تدعو الدكتورة الناس للتأمل في شعورهم بالراحة داخل العلاقة، وتؤكد أن المشكلة ليست في العطاء فقط بل في الإحساس الدائم بأن ما يُقدَم لا يكفي. ينتج عن ذلك أرق مستمر وقلق يزداد عند حدوث ردود فعل مفاجئة من الشريك. وإذ ارتبط التقدير والمكانة الذاتية بوجود الطرف الآخر فقط، فإن الخوف من الخسارة يعزز التوتر النفسي.
تأثير المنصات والبلوك
تذكر الكاتبة أن وسائل التواصل الاجتماعي زادت من حدة الأزمة، فالإغلاق أو الحظر قد يصبح نقلة نحو انهيار نفسي إذا ارتبطت القيمة الذاتية بشخص واحد. الجوهر أن المشكلة ليست الحظر نفسه بل التعلق غير الآمن وبناء الذات على وجود الطرف الآخر. تشير إلى أن الاعتماد المفرط على وجود الشريك يجعل الاستقرار النفسي عرضة للاهتزاز عند أي صدمة.




