يؤكد أسبوع الساعات في دبي مكانته كأحد أبرز الأحداث العالمية في صناعة الساعات. في نسخة 2025، استضاف الحدث موقعه الجديد في حديقة البرج Burj Park، وهو ما وفر مساحة رحبة وراقية خلفية مثالية لاستضافة أكثر من 90 علامة عالمية واستقبال 49 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم. كما شكلت الأجواء احتفالاً بثقافة الوقت وبالحرفيين الذين يحوّلون الساعات من آليات وظيفية إلى قطع فنية تدعو للتأمل. كان الحدث، رغم التحديات التي يواجهها السوق العالمي، منصة تذكّر بمصدر الإبداع والدقة الإنسانية وراء هذه الصناعة.
نمو وارتقاء الحدث
أدى التوجّه القيادي لهند صديقي إلى نمو غير مسبوق للنسخة 2025، حيث تجاوزت المشاركة حجم النسخة السابقة بشكل واضح. وسجّلت الدورة حضوراً واسعاً من أكثر من 90 علامة عالمية وزوار بلغ عددهم نحو 49 ألفاً من مختلف أنحاء العالم. وهذا النمو جعل أسبوع الساعات في دبي يتحول من فعالية محلية موجهة للمهتمين إلى مركز عالمي للمجتمع الهورولوجي، حيث يتاح الحوار وتبادل الخبرات بعيداً عن الطابع التجاري. كما شهدت الجلسات الحوارية والدروس المتقدّمة نشاطاً مكثفاً بين الخبراء والهواة.
الإتقان والابتكار
شهدت نسخة 2025 تركيزاً واضحاً على الحرفية العالية والتقنيات المبتكرة. عُرضت نماذج ساعات معقّدة وأنظمة صوت وتوقيت، إلى جانب إبداعات مرصّعة بالأحجار الكريمة نفّذها حرفيون متخصصون. هذا المزيج من الابتكار والتقاليد رسّخ مكانة دبي كمنصة تلتقي فيها الجيل القديم من الصانعين مع جمهور من ذوي التوجهات التقنية. أبرزت العروض القدرة على دفع حدود ما يمكن أن تكون عليه ساعة.
الإصدارات المحورية
أما الإصدارات التي حظيت باهتمام الجمهور فشملت Tudor مع لون Dune White الجديد في مجموعة Ranger، إلى جانب حجم 36 مم لاقت استحسان محبّي التصاميم الكلاسيكية. كما واصل جان-كلود بيڤر توسيع خط Automatique بنماذج من الذهب والبلاتين مزودة بآليات micro-rotor الدقيقة. وشهد الحدث أكثر من 20 إطلاقاً عالمياً، من بينها Chopard L.U.C Grand Strike وابتكار UR-Freak الناتج عن تعاون Urwerk وUlysse Nardin. هذه الإصدارات تؤكد أن دبي أصبحت محطة رئيسية يعتمدها المصنعون للكشف عن نماذجهم الجديدة.
التعليم والحوار الصناعي
في جوهر أسبوع الساعات في دبي فلسفة واضحة: المعرفة قبل البيع، إذ شكلت الدروس والورش Masterclasses أحد أبرز ملامح نسخة 2025. شارك الزوار في تجارب عملية مثل الحفر اليدوي، Marquetry، Guilloché وتقنيات Métiers d’art، وهو جانب تعليمي من شأنه إضفاء طابع فريد على الحدث. هذا الجانب التعليمي هو ما يميز الحدث عن باقي المعارض، إذ يمنح الجمهور فرصة الاطلاع على أسرار الصنعة من قرب وأحياناً بإشراف كبار الحرفيين أنفسهم. كما تواصلت الحوارات العميقة حول التوازن بين الضجة الإعلامية والرفاهية الحقيقية، ودور الذكاء الاصطناعي في صناعة الساعات، وحماية استقلالية صناع الساعات المستقلين.
التجربة المتعددة الأجيال
واحدة من المواضيع التي برزت خلال نسخة 2025 كانت طريقة تفاعل جيل X وجيل Z مع الحدث. الأول ينظر إلى الساعات كرموز دائمة للقيمة والحرفة، بينما يرى الثاني أنها امتداد للهوية الشخصية وأسلوب الحياة. ورغم هذا الاختلاف، نجح أسبوع الساعات في دبي في تقريب وجهات النظر بين الجيلين، مؤكداً أن شغف الوقت لا يعرف حدوداً عمرية. крат
ختاماً، أثبت أسبوع الساعات في دبي 2025 أنه أكثر من مجرد معرض؛ إنه مختبر عالمي للابتكار ومنصة تواصل إنساني، واحتفال بصناعة لا تزال نابضة بالحياة رغم تسارع الزمن. وبحجم المشاركة ووتيرة الأحدث والأجواء الملهمة، يؤكد الحدث أن دبي صارت إحدى العواصم العالمية لصناعة الساعات ومكاناً يواصل فيه المجتمع الفني مواجهة تحديات المستقبل بثقة وجرأة.
