يصف التقرير رائحة فم مريض الكلى بأنها تشبه البول أو الأمونيا، وتعود إلى اليوريميا الناتجة عن تراكم الفضلات في الدم بسبب الفشل الكلوي غير المعالج. وتظهر هذه الحالة إلى جانب أعراض أخرى مثل الغثيان والقيء وفقدان الوزن وصعوبة التركيز والإرهاق. وتؤكد المعالجة أن ارتفاع مستويات الفضلات في الدم ينعكس في رائحة الفم ويشكل علامة على تدهور وظيفة الكلى. ويرى القائمون على الرعاية الصحية أن رائحة الفم مؤشر مهم على وجود اليوريميا وتقدم الحالة مع زيادة السموم في الدم.
اليوريميا وأثرها في الدم والكلى
اليوريميا حالة خطيرة تحدث عندما لا تعمل الكليتان بكفاءة كافية لتصفية الفضلات من الدم، وهي نتيجة الفشل الكلوي غير المعالج. تتطور هذه الحالة عندما ترتفع مستويات الفضلات إلى درجة تظهر معها أعراض واضحة تؤثر في صحة المريض. عندما تعمل الكليتان بشكل سليم، ترشحان الفضلات والسوائل الزائدة من الدم وتخرجانها مع البول، أما الكليتان المتضررتان فتصبحان غير قادرتين على الترشيح بكفاءة فتتراكم السموم في الجسم. يؤدي تراكم هذه السموم إلى اضطرابات عامة تشمل الغثيان وفقدان الوزن واضطراب التركيز والإرهاق، وتزيد الرائحة الكريهة للفم مع تطور اليوريميا.
أعراض اليوريميا الشائعة
أول أعراض اليوريميا هي الغثيان وفقدان الشهوة للطعام، وقد يبدأ ذلك بغثيان خفيف عند الاستيقاظ أو عند شم رائحة الطعام. يترتب على فقدان الشهية تراجع الرغبة في تناول الطعام، وقد يوصي الطبيب ببدء غسيل الكلى عند تفاقم الأعراض إذا لم تتوفر زراعة الكلى. تشمل الأعراض الأخرى فقدان الوزن غير المبرر وخلل إدراكي والإرهاق وضيق التنفس وطعم معدني في الفم وتشنجات عضلية ورائحة فم كريهة. كما قد يظهر على البشرة بلورات صفراء وبيضاء وألم في الصدر ونوبات صرع في حالات متقدمة.
أسباب الفشل الكلوي وارتفاع اليوريا
يعد الفشل الكلوي الناتج عن مرض الكلى المزمن السبب الأكثر شيوعاً لارتفاع مستوى اليوريا في الدم. يمكن لأي حالة مرضية تسبب مرض الكلى المزمن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع اليوريا في الدم. وتُعد أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم من أكثر الأسباب شيوعاً لمرض الكلى المزمن، مع وجود عوامل أخرى قد تسرع التدهور. تساهم هذه العوامل في ضعف الترشيح وتراكم الفضلات في الدم.
الفئات الأكثر عرضة لليوريميا
يزداد احتمال الإصابة باليوريميا لدى الأشخاص الذين يعانون فشلاً كلوياً ولم يتمكنوا من بدء غسيل الكلى قبل تطور اليوريميا. في مثل هذه الحالات قد لا يكتشف المصابون وجود مرض كلوي مزمن مبكرًا، مما يحرمهم من رعاية قد تمنع تفاقم الفشل الكلوي. كما أن عدم التدخل المبكر يجعل اليوريميا أكثر وضوحاً واحتياجاً للعلاج المتقدم عندما تتفاقم الأعراض. بالتالي فإن الفحص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة يسهّلان الوقاية من تطور اليوريميا.
علاج اليوريميا وخياراته
لا يوجد علاج نهائي لليوريميا إلا باستعادة وظائف الكلى، ويظل الغسيل الكلوي من أكثر طرق العلاج شيوعاً لتنقية الدم وتخفيف السموم. هناك نوعان رئيسيان لغسيل الكلى، الغسيل الدموي الذي يتم خارج الجسم، وغسيل الكلى البريتوني الذي يعتمد على بطانة البطن وسائل تصفية معينة. يختلف الاختيار بينهما وفق حالة المريض وتوافر الرعاية، ويهدف كلا الخيارين إلى تقليل مستويات اليوريا وتحسين الأعراض. تستمر المتابعة الطبية وتعديل النظام الغذائي والدوائي مع العلاج لتأخير تدهور الكلى.
