أعلنت فوربس أن ثروة إيلون ماسك تجاوزت 600 مليار دولار إثر إعلان SpaceX عن عرض استحواذ بقيمة 800 مليار دولار في وقت سابق من الشهر. وتُشير التقديرات إلى أن ماسك يملك نحو 42% من أسهم SpaceX، وهو ما أضاف 168 مليار دولار إلى صافي ثروته ليصل إلى نحو 677 مليار دولار. وبذلك أصبح ماسك أول ملياردير يصل إلى مستوى 600 مليار دولار، وتضخمت الفجوة بينه وبين أقرب منافسيه بشكل ملحوظ. كما عزز هذا الارتفاع مكانته كوجهة رئيسية للاهتمام العالمي في مسار نمو الثروة.
يرتبط هذا الارتفاع بتقييم SpaceX الذي بلغ 800 مليار دولار نتيجة العرض الاستحواذ، وهو ما يجعل قيمة حصة ماسك البالغة نحو 42% تساوي نحو 336 مليار دولار. ويمثل هذا التقييم حجر الأساس للارتفاع في صافي ثروته، حيث تكرست مكاسب SpaceX كعنصر رئيسي في زيادة قيمة محفظته. كما أن قيمة الحصة ترسّخ الدور المحوري للشركة في صعود صافي الثروة إلى هذا المستوى القياسي. وتؤكد البيانات أن الأداء القوي للشركة كان العامل الأبرز في بلوغ هذا الحاجز.
أبرز عوامل الارتفاع
تبقى Tesla حجر الأساس في ثروة ماسك؛ إذ يملك نحو 12% من أسهم الشركة وتُقدر فوربس قيمة هذه الحصة بنحو 197 مليار دولار. ولا يشمل هذا الرقم خيارات الأسهم التي حصل عليها كجزء من مكافأة الرئاسة لعام 2018، والتي خفضت فوربس قيمتها بنسبة 50% إلى نحو 69 مليار دولار بعد أن أُبطلت بعض جوانبها في إجراءات قضائية. وحتى مع احتمال انخفاض قيمة هذه الخيارات، يظل الجزء الأكبر من الثروة مرتبطاً بأسهم تسلا، ما يجعل تقلبات الشركة تؤثر بشكل مباشر في صافي الثروة. وتبقى مساهمة تسلا العامل الأكثر تأثيراً في تقلبات القيمة الإجمالية لمَلك الثروة.
تتصاعد محفظة ماسك الاستثمارية مع وجود مشروع XAI Holdings ضمن نطاق نشاطه، حيث تشير تقارير إلى محادثات لجمع تمويل جديد قد يصل إلى 230 مليار دولار عبر دمج شركة الذكاء الاصطناعي xAI مع شركة X. وتقدر فوربس حصة ماسك في XAI Holdings بنحو 53%، وتُقدر قيمتها الحالية بنحو 60 مليار دولار. وهذا يعزز تنوّع محفظته الاستثمارية ويزيد من الاعتماد على أصول متعددة بدلاً من الاعتماد على الأصول المرتبطة بالشركات الثلاث الكبرى فقط.
خطط وتطورات مستقبلية
تتجه SpaceX إلى احتمال إدراج عام في عام 2026، وتقدر المصادر أن قيمة الشركة عند الاكتتاب قد تصل إلى نحو 1.5 تريليون دولار. كما أن تسلا تظل ركيزة رئيسية في ثروة ماسك، حيث تبلغ قيمة حصته فيها نحو 197 مليار دولار، مع استثناء خيارات الأسهم التي خُفضت قيمتها إلى نحو 69 مليار دولار بسبب تقاضي المحكمة العليا بشأنها. وتبقى الصورة أن تنمية الثروة تعتمد بشكل رئيسي على أداء الشركات الثلاث الكبرى في محفظته، مع وجود إمكانات إضافية من مشاريع جديدة.
تشير تقارير أخرى إلى أن ماسك قد يحصل على مكافأة أسهم تصل قيمتها إلى تريليون دولار إذا حققت تسلا أهداف الأداء الطويلة الأجل خلال العقد القادم، وهو بند من شأنه أن يعزز مسار الارتفاع في ثروته بشكل إضافي. وتُشير التطورات إلى استمرار توسيع نطاق عمليات XAI ودمجها مع X، وهو ما يمهّد لزيادة قيمة محفظته عبر قنوات متنوعة أخرى. وبذلك، تواصل محفظة ماسك نموها لتصبح أكثر تنوعاً وربطاً بين أصول تقنية ورائدة في مجال السيارات والفضاء والذكاء الاصطناعي.
مسار ثروة ماسك خلال خمس سنوات
شهدت ثروة ماسك صعوداً سريعاً خلال خمس سنوات، إذ بلغت 24.6 مليار دولار في مارس 2020، ثم تخطت عتبة 100 مليار دولار بنهاية ذلك العام نتيجة ارتفاع أسهم تسلا. وفي يناير 2021 أصبح ماسك أغنى رجل في العالم بثروة تقارب 190 مليار دولار، بينما تجاوزت ثروته 200 مليار دولار في سبتمبر من العام نفسه. وبلغت ثروته 300 مليار دولار في نوفمبر 2021، ثم وصلت إلى نحو 400 مليار دولار في ديسمبر 2024. وبحلول أكتوبر 2025 بلغ صافي ثروته مستوى 500 مليار دولار، وبذلك يتصدر القائمة بفارق كبير عن أقرب منافسيه.
تشير التقديرات إلى أن تفوقه وصل إلى نحو 425 مليار دولار على ثاني أغنى شخص، لاري بيج، مؤسس Google، الذي تبلغ ثروته نحو 252 مليار دولار. وبقيمة تقارب 700 مليار دولار، يبقى ماسك وحيداً في القمة بلا منافس واضح على المدى القريب. ومع ذلك، يبقى من الممكن أن تستمر وتيرة الارتفاع إذا استمرت محركات النمو لديه في شركاته المتعددة بالتماشي مع الأداء العام للسوق العالمي، وهو ما يعزز التوقعات باستمرار تطوير ثروته بشكل غير مسبوق.




