أعلنت وزارة الاتصالات الهندية توجيهات جديدة تقضي بربط حسابات تطبيقات المراسلة بشكل دائم بشريحة SIM للتحقق من الهوية والتصدي لجرائم الاحتيال. أشارت الوزارة إلى أن هذه القواعد تشمل جميع خدمات المراسلة الكبرى وتستهدف الحد من التصيد والاحتيال والجرائم الرقمية. أوضح بيان الوزارة أن القرار صدر أواخر الشهر الماضي وأعلن رسميًا في وقت سابق من الشهر نفسه. وتؤكد الوزارة أن الخسائر في الاحتيال الإلكتروني بلغت 228 مليار روبية خلال 2024.
التزامات الربط برقم SIM
وتفرض التوجيهات على شركات مثل ميتا وتليجرام وسيجنال الالتزام خلال 90 يومًا من تاريخ صدور القرار، الذي صدر في 28 نوفمبر. كما تشترط التوجيهات على مستخدمي نسخ الويب وسطح المكتب تسجيل الخروج كل ست ساعات وإعادة ربط أجهزتهم عبر رمز QR لاستعادة الوصول. وتؤكد الوزارة أن الربط المستمر بين الشريحة والجهاز يضمن أن تكون الحسابات نشطة برقم مُحقق. وتوضح أن القرار يستثني الشريحة التي تبقى داخل الجهاز أثناء التجوال.
آثار القرار على المستخدمين والتجار
يُستخدم واتساب في الهند من قبل أكثر من 500 مليون شخص، وتظهر بيانات Sensor Tower أن 94% من المستخدمين النشطين شهريًا يفتحون التطبيق يوميًا في نوفمبر، مقارنة بـ59% في الولايات المتحدة. يعتمد عدد كبير من التجار على واتساب بزنس، وهو نسخة مخصصة للشركات الصغيرة، حيث يُسجل الحساب عادة على هاتف مربوط بشريحة SIM وتُدار المحادثات عبر الويب أو سطح المكتب. يرى مراقبون أن الربط المستمر وتسجيل الخروج المتكرر قد يعطّل سير العمل اليومي، خصوصًا في إدارة الطلبات وخدمة العملاء.
ردود الفعل والآفاق القانونية
أعربت جماعات حقوق رقمية ومراقبون وخبراء سياسات، بما في ذلك ممثلو ميتا، عن مخاطر أن تكون هذه الإجراءات توسعاً تنظيمياً وتعرقل الاستخدام المشروع. حذر منتدى النطاق العريض في الهند من أنها قد تسبب إزعاجًا وتطرح أسئلة حول الجدوى التقنية للقيود الجديدة. ويؤكد محللون أن إدراج تطبيقات المراسلة ضمن إطار تنظيمي للاتصالات يمثل تحولًا كبيرًا دون تشريع واضح، مع محدودية خيارات الطعن القانوني.
الأفق المستقبلي لواتساب في الهند
حتى الآن لم تعلق شركة ميتا على القرار. وتترقب الشركات الصغيرة كيف ستؤثر هذه التدابير على سير عملها في السوق الهندي الأكبر عالميًا في الاعتماد على واتساب للأعمال. ويبقى مستقبل واتساب في الهند موضوع نقاش ونزاع محتمل مع تطورات قضائية محتملة في المستقبل.




