يعاني كثير من الأشخاص من انسداد الجيوب الأنفية وتراكم المخاط المصاحب للشعور بالضغط وعدم الراحة. يمكن السيطرة على المشكلة في معظم الحالات باستخدام الأدوية المناسبة أو بعض العلاجات المنزلية، وذلك وفقًا للسبب الأساسي للحالة. يحدد الطبيب السبب ليناسب العلاج بشكل فردي ويعطي التوجيهات اللازمة ليتحسن الوضع تدريجيًا.

ما هي الجيوب الأنفية؟

الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف تحيط بالممرات الأنفية وتقوم بتصريف المخاط بشكلٍ طبيعي إلى الجزء الخلفي من الحلق. عند حدوث خلل في هذا التصريف تتراكم الإفرازات ويظهر الشعور بالانسداد وعدم الراحة. تعتبر وظيفة الجيوب مهمة في حماية الممرات الهوائية وتخفيف الضغط الناتج عن تغيرات التنفس.

أعراض انسداد الجيوب الأنفية

تشمل الأعراض الشائعة السعال ورائحة الفم الكريهة والتهاب الحلق وسيلان أو انسداد الأنف. كما يشعر المصاب بألم أو ضغط في الوجه، وقد يصاحبه صداع وتنقيط أنفي خلفي. قد تؤثر الأعراض على النوم وتذوق الطعام وتتنوع شدتها من حالة لأخرى.

أسباب انسداد شائعة

توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى زيادة إفراز المخاط أو صعوبة تصريفه، من بينها العدوى الفيروسية والتهاب الجيوب الأنفية وحساسية الأنف والتغيرات الجوية والجفاف. كما تشير أبحاث إلى أن ارتجاع حمض المعدة قد يزيد من إنتاج المخاط في الممرات التنفسية والتنقيط الأنفي الخلفي. وتزداد المشكلة عند وجود تداخلات من أكثر من عامل في آن واحد.

المضادات الحيوية للجيوب الأنفية

تُستخدم المضادات الحيوية في حالات التهاب الجيوب الأنفية البكتيري أو عندما تتحول عدوى فيروسية إلى عدوى بكتيرية ثانوية. ومع ذلك، تتحسن معظم حالات التهاب الجيوب الأنفية دون حاجة إلى مضادات حيوية. من المضادات الشائعة أزيثروميسين وكلاريثروميسين ودُوكسيسيكلين وأموكسيسيليين/كلافولانات.

مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين

تساعد مزيلات الاحتقان ومضادات الهيستامين على تقليل إفراز المخاط وتحسين التنفس. ومن أشهرها سيتريزين وديسلوراتادين وفكسوفينادين وليفوسيتريزين. وتستخدم عادة في حالات الزكام والحساسية لتخفيف الأعراض.

التهابات فيروسية والوقاية

غالبًا ما تتحسن التهابات الجيوب الأنفية الفيروسية تلقائيًا من دون علاج دوائي، ويمكن الاكتفاء بالكمادات الدافئة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين والمحلول الملحي لغسل الأنف. كما يحذر من إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بعدوى فيروسية بسبب خطر متلازمة راي. كما يمكن دعم الشفاء بتجنب التدخين والدخاخ المستنشق وتقليل ملامسة المثيرات الأخرى.

الجراحة في الجيوب الأنفية

قد يحتاج بعض المرضى إلى التدخل الجراحي في حال وجود مشكلات هيكلية مثل الزوائد الأنفية التي تتمدد داخل الجيوب أو الممرات الأنفية. يقرر الطبيب الجراحة بناءً على تقييم دقيق للحالة وتجنب العوامل التي تعيق التصريف. تعتبر الجراحة خيارًا عندما تكون العلاجات غير الجراحية غير كافية لتحسين التنفس أو التصريف المخاطي.

متى تتحسن الأعراض

يتعافى معظم المرضى خلال 7 إلى 10 أيام، وفي بعض الحالات قد يستمر الالتهاب لأكثر من 3 أشهر وهو ما يُعرف بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن. ولا يُنصح باستخدام المضادات الحيوية إذا استمرت الأعراض أقل من أسبوعين، إلا إذا ساءت الحالة أو تكررت بشكل ملحوظ. يرافق التحسن غالبًا استجابة العلاج وفق السبب، ويُفضل متابعة التقييم عند استمرار الأعراض أو تفاقمها.

علاجات منزلية فعالة

يمكن لبعض الإجراءات البسيطة أن تخفف الأعراض مثل رفع الرأس أثناء النوم وتناول كميات كافية من السوائل واستنشاق البخار. كما ينصح باستخدام جهاز ترطيب الهواء وغسل الأنف بالمحلول الملحي وتجنب التدخين ودخان السجائر. ويمكن أيضًا استخدام زيت الأوكالبتوس بحذر وباستشارة الطبيب عند اللزوم.

لون المخاط ودلالته

يُعد لون المخاط مؤشرًا مهمًا على صحة الجهاز التنفسي، فقد يشير تغيّر اللون إلى وجود عدوى أو مشكلة صحية كامنة. وتزداد الإفرازات أحيانًا وتوفر بيئة مناسبة لنمو الميكروبات. لذا يجب متابعة تغير اللون ومدة الأعراض والتواصل مع الطبيب إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت.

نصائح استخدام أدوية الجيوب الأنفية

يجب قراءة النشرة الداخلية لأي دواء قبل الاستخدام والانتباه إلى الأدوية التي تحتوي على أكثر من مادة فعالة لتجنب التداخلات. كما يجب استشارة الطبيب في حالات الحمل أو الرضاعة. ولا تُعطَ أدوية السعال والزكام للأطفال دون سن الرابعة إلا تحت إشراف طبي.

شاركها.