تزداد احتمالية إصابة السيدات بالإنفلونزا أثناء الحمل بسبب التغيرات في جهاز المناعة، كما يزيد الحمل من خطر المضاعفات لدى الأم مثل الالتهاب الرئوي. فماذا يحدث للجنين؟ تفيد المصادر الطبية بأن مضاعفات إصابة الأم بالإنفلونزا تختلف باختلاف الثلث الذي تقع فيه الإصابة. وتؤكد أن الوقاية والمتابعة الطبية الدقيقة يمكن أن تقلل المخاطر وتتيح خيارات أكثر حماية خلال الحمل.

الثُلُث الأول من الحمل

يصبح جسم الأم أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا في الثلث الأول بسبب التغيرات المناعية المصاحبة للحمل. وتدل البيانات على أن الإصابة في هذه الفترة قد ترتبط بارتفاع مخاطر مضاعفات جنينية. وقد تشمل العيوب الشفة المشقوقة وشق الحلق وعيوب القلب الخلقية وعيوب الأنبوب العصبي مثل السنسنة المشقوقة.

وتتطلب متابعة الحمل بعناية عند حدوث الإنفلونزا في الثلث الأول. وتؤكد الرعاية الوقائية أهمية التطعيم والالتزام بإجراءات الوقاية للحد من المخاطر. وتظل الأدلة متقطعة لكنها تشير إلى ضرورة المتابعة مع الطبيب عند وجود أعراض الإنفلونزا خلال هذه الفترة.

الثُلُث الثاني من الحمل

بعد انتهاء الثلث الأول، ترتفع مخاطر المضاعفات التي قد تستلزم الدخول إلى المستشفى بسبب الحمى الشديدة والتهابات الجهاز التنفسي، والتي قد تتحول إلى التهاب رئوي. وتزداد مخاطر الإنفلونزا أيضًا في هذه الفترة من الحمل نتيجة التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للحامل. وتشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين الإنفلونزا وزيادة احتمال الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل، لا سيما خلال الأسبوع الثالث عشر من الحمل.

تهدف المتابعة الطبية المستمرة خلال الثلث الثاني إلى تقليل احتمال دخول المستشفى والتعامل مع الأعراض بسرعة. كما يبرز الفحص المبكر والعلاج المناسب كوسيلتين للحد من مخاطر الإجهاض والتأثير على تطور الجنين. وتوصي الجهات الصحية بتطعيم الحوامل واتباع إجراءات الوقاية للحد من العدوى والالتزام بإرشادات الطبيب للمتابعة أثناء الحمل.

الثُلُث الثالث من الحمل

في الأسابيع الأخيرة من الحمل تكون الأولوية لضمان ولادة آمنة لكل من الأم والطفل، وتزداد مخاطر العدوى الفيروسية بما فيها الإنفلونزا على سلامة الولادة. وقد ترفع الإنفلونزا خلال الثلث الثالث احتمال الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود، إضافة إلى احتمال حدوث مضاعفات أخرى للأم والجنين. وتؤكد المتابعة المستمرة وطلب المشورة الطبية عند ظهور أعراض الإنفلونزا أهمية التدخل السريع وتحديد العلاج المناسب. لذا تعتبر الوقاية والتطعيم والتدخل الطبي المبكر خطوات حاسمة خلال هذه الفترة.

قد ترتبط الإنفلونزا في الثلث الثالث بارتفاع احتمال الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود، وهو ما قد يؤثر سلباً على صحة الرضيع لاحقاً. كما قد تزداد مخاطر حدوث مضاعفات صحية للأم مثل ارتفاع الحرارة الشديد وتدهور الحالة التنفسية إذا لم تُعالج بشكل مناسب. وتؤكد الرعاية المستمرة أهمية رصد الأعراض والتدخل الطبي المبكر لتقليل هذه المخاطر.

مضاعفات عرق النسا خلال الحمل

يشرح استشاري أمراض النساء والتوليد أن عرق النسا يزداد خلال الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية وزيادة الوزن وضغط الجنين على الرحم. من بين مضاعفاته الشعور بألم حاد ووخز يمتد من أسفل الظهر إلى الساق وأصابع القدم. كما تشعر بعض السيدات بتنميل شديد في منطقة المثانة وضعف في العضلات مما يجعل الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة صعباً.

وينصح باستشارة الطبيب المختص عند ظهور أي أعراض أو تغيرات في الحالة لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج المبكر وفق الحاجة. يهدف ذلك إلى تقليل المخاطر والحفاظ على صحة الأم والجنين. كما يوصى باتباع الإرشادات الخاصة بتخفيف الضغط وتحسين الوضعية وتخفيف الألم بما يتناسب مع الحمل.

شاركها.