يكشف تحليل العلاقات أن اللطف الزائد ليس ميزة مطلقة؛ فهو قد يبني روابط قوية عندما يعترف الإنسان باحتياجاته. ولكنه غالباً ما يتحول إلى مصدر توتر عندما يخفي الإنسان احتياجاته خوفاً من إزعاج الآخرين. هذا الخوف يؤدي إلى كتمان المشاعر وسوء فهم يبعد الشركاء عن بعضهما. كما يترك أثرًا سلبياً على الصحة النفسية حين يفقد الشخص قدرته على التعبير بوضوح وبشكل متوازن.

آثار الحدود والقدرات الشخصية

يؤدي الإفراط في اللطف إلى صعوبة في وضع حدود واضحة، فغالباً ما يرضي الشخص الطرف الآخر دون مقابل. يتولد عنده شعور بأن وجوده يقتصر على خدمة الآخرين، مما يرفع احتمال الثقل العاطفي والإنهاك. تتغير ديناميكية العلاقة وتظهر ديناميات غير متوازنة تعكس انخفاض القيمة الذاتية تدريجيًا. مع مرور الوقت، يفقد الفرد قدرته على التعبير عن اعتراضاته واحتياجاته بشكلٍ صريح.

أثرها على الصحة النفسية والطاقة

يؤثر اللطف المفرط أيضًا على الطاقة داخل العلاقات، فالتوازن يختل وتظهر علامات تعب مستمر وتوتر جسدي ونفسي. يترتب على ذلك ضعف في النوم واضطرابات المزاج وصعوبات في الاسترخاء. لا ينعكس ذلك فقط على العلاقات الشخصية، بل يمس الصحة العامة ويضعف الجهاز المناعي مع الوقت. العطاء الصحي يبدأ من رعاية الاحتياجات الشخصية وتحديد الفاصل بين الواجبات والذات.

طرق التوازن في العلاقات

يلزم وضع حدود واضحة وتعلم قول لا عندما يكون هناك رغبة في الرفض؛ فقول نعم بلا رغبة قد يرهق الفرد بدنياً ونفسياً. ينبغي أن يعبر الشخص عن احتياجاته ورفضه بإيجابية ودون إهانة للآخرين، مع الحفاظ على الاحترام المتبادل. كما يجب توثيق التواصل وتحديث توقعات الطرفين بشكل دوري لضمان تقبل الاختلاف. يظل العطاء الحقيقي صدقة على النفس قبل الآخرين، وهذا يبدأ من رعاية الذات وتلبية احتياجاتها الأساسية.

شاركها.