يبحث كثير من الأشخاص عن مشروبات طبيعية تساعدهم في خفض ضغط الدم، ومن بين الوصفات الشائعة الجمع بين شاي الزنجبيل وقشور البنجر بدعوى تأثيرهما على الدورة الدموية والضغط. يوضح المختصون أن هذه الفكرة منتشرة، لكن الدليل العلمي على مضاعفة الفاعلية غير مضبوط. تشير المصادر الصحية إلى أن فوائد البنجر ترجع إلى النترات الطبيعية التي تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك، ما يساهم في ارتخاء الأوعية الدموية وتوسيع الشرايين وتقليل الجهد الذي يبذله القلب، وهذه آليات قد تساهم في خفض الضغط لدى بعض الأشخاص. كما أن الزنجبيل يحتوي على مركبات مثل الجينجيرول والشوجول، وهي موسعة للأوعية وتتميز بأنها مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة وتساعد أحياناً في خفض الضغط من خلال حجب قنوات الكالسيوم في جدران الأوعية وتحسين تدفق الدم.

أما بشأن خلط الزنجبيل مع قشور البنجر، فترى أخصائية تغذية علاجية أن المعلومات المنتشرة عبر مواقع التواصل مبالغ فيها، إذ لا توجد دراسات تثبت أن الجمع يمنح فائدة مضاعفة على الضغط. قالت إنك قد تحصل على فوائد من أحدهما أو كليهما، لكن البيانات العلمية لا تدعم فكرة أن المزج يعطي فائدة أكبر. وتوضح أن معظم الأبحاث حول البنجر اعتمدت على البنجر الكامل أو عصيره، وليس القشور وحدها، وبالنسبة للزنجبيل فإن غالبية الدراسات استخدمت مكملات غذائية وليس الشاي.

وتشير الأدلة المتوفرة إلى أن عصير البنجر هو الشكل الأكثر فاعلية في خفض ضغط الدم، حيث استخدمت دراسات كميات تتراوح بين 70 و250 مل من العصير يوميًا. كما أن القشور لم تُدرس بشكل كافٍ، ولا توجد أدلة قوية تدعم أنها تقدم التأثير نفسه، لذا لا يمكن الاعتماد عليها كبديل للعصير.

وإذا أخذنا بعين الاعتبار السلامة اليومية، فإن البنجر غذاء صحي لكن توجد احتياطات مهمة. يعاني بعض الأشخاص من حصوات الكلى بسبب ارتفاع الأوكسالات في البنجر. كما يجب توخي الحذر لمن يتناولون أدوية خفض الضغط حتى لا ينخفض الضغط بشكل زائد عند الإفراط في الاستهلاك. كما أن الزنجبيل عند استخدامه بجرعات عالية قد يزيد سيولة الدم ويتعارض مع مميعات الدم وأدوية الضغط، مما يرفع احتمال حدوث نزيف لدى بعض الحالات.

شاركها.