يؤكد المتخصصون أن الخصوبة بحد ذاتها لا تنخفض في الشتاء، وإنما تتأثر بعوامل موسمية قد تؤثر في انتظام الدورة الشهرية أو جودة الحيوانات المنوية. يشيرون إلى أن موسم البرد يرتبط بتغيرات قد تقلل من احتمالية الحمل بشكل مؤقت. وتلعب العوامل مثل نقص التعرض لأشعة الشمس وتراجع مستويات فيتامين د دوراً مهماً في التبويض. كما تسهم زيادة العدوى الشتوية وتغيرات الوزن الناتجة عن نمط الحياة الشتوي في تشويش التوازن الهرموني الذي يسبق التبويض.
هل البرد في حد ذاته يقلل الخصوبة؟
لا يعتبر الطقس البارد عامل خفض مباشر للخصوبة وفق ما تقوله الدكتورة جاين، وإنما ترتبط التأثيرات بعوامل موسمية. وتوضح أن نقص التعرض للشمس ونقص فيتامين د، وزيادة الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وتغيرات الوزن قد تؤثر على انتظام الدورة أو تؤخر الإباضة مؤقتاً. كما أن التوتر والمرض يمكن أن يعطلا التوازن الهرموني بشكل غير مباشر ويؤثرا في نافذة الخصوبة بشكل قد يجعل الحساب أصعب.
وماذا عن الرجال؟
تشير الدراسات إلى أن انخفاض الحرارة قد يسهم في تحسين جودة الحيوانات المنوية مقارنة بفصل الصيف. وقد أظهرت دراسة منشورة في PubMed شملت أكثر من 15 ألف عينة أن عدد الحيوانات المنوية وإجماليها وجودة الحركة والتكوين تكون أعلى في الشتاء مقارنة بالأشهر الحارة. كما أن الحالة النفسية في الشتاء قد تؤثر بشكل غير مباشر في الخصوبة عبر تغير التوازن الهرموني ونوم غير منتظم.
كيف يتأثر التبويض والهرمونات في الشتاء؟
قد تشهد النساء خلال الشتاء تغييرات في مستوى فيتامين د ومعدلات الالتهاب ونمط النوم والنشاط البدني والمناعة والوزن. وتؤثر هذه العوامل مجتمعة على انتظام الدورة الشهرية. كما أن الإصابة المتكررة بالإنفلونزا أو الأمراض الفيروسية قد تؤخر الإباضة لعدة أيام. بالتالي يحتاج الأمر إلى متابعة دورية وتقييم مستمر للتوازن الهرموني أثناء المواسم الباردة.
نصائح عملية للأزواج
للنساء
فحص مستوى فيتامين د في الدم والقيام بتعويض النقص عند الحاجة. حافظي على نمط نوم منتظم وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام. احرصي على الوقاية من أمراض الشتاء عبر تعزيز المناعة وتلقي التطعيم ضد الإنفلونزا. تتبعي الإباضة بدقة إذا كان التوتر أو المرض يؤثر على انتظام الدورة.
للرجال
تجنب الساونا والحمامات الساخنة التي قد تضعف إنتاج الحيوانات المنوية. حافظ على الترطيب لأن الجو الجاف قد يسبب الخمول. عزّز النظام الغذائي بمصادر الزنك ومضادات الأكسدة والبروتين للمساعدة في دعم جودة الحيوانات المنوية.
للجميع
احرص على علاقة حميمة منتظمة خلال فترة الخصوبة ويفضل كل 2–3 أيام. استعرض التعرض لأشعة الشمس خلال النهار لدعم المزاج والهرمونات. ادْرُس التوتر بممارسة الرياضة الخفيفة أو المشي أو التأمل لتخفيف التوتر. حافظ على النوم الجيد وتجنب السهر المفرط.
هل يزيد الشتاء فرص الحمل فعلًا؟
قد يمنح الشتاء بعض العوامل الإيجابية البسيطة، مثل تحسن جودة الحيوانات المنوية لدى بعض الرجال أو انخفاض الحرارة العامة، لكنه لا يضمن الحمل ولا يرفع فرصه بشكل ملموس. فالخصوبة عملية معقدة تتأثر بالعمر والصحة العامة والهرمونات ونمط الحياة أكثر من الموسم. لذا تبقى التقييم الطبي والمتابعة المنتظمة أفضل خطوة للأزواج الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب.




