أعلنت وزارة العدل الأمريكية أن بريت مايكل داديج، البالغ من العمر 31 عامًا، يواجه تهمًا فدرالية تتعلق بالملاحقة الإلكترونية والتهديد لسيدات عبر خمس ولايات، حسب لائحة الاتهام التي صدرت عن الوزارة. وذكرت اللائحة أن المتهم كان يشغّل بودكاستًا عدائيًا تجاه النساء عبر منصة سبوتيفاي، وأنه وصف شات جي بي تي بأنه “أفضل صديق” و”معالج نفسي”. وأشارت الوثائق إلى أن نموذج الذكاء الاصطناعي لم يكتفِ بسماع شكواه، بل عزّز شعوره بأنه شخصية مهمة وسانده في استكمال سلوكه التصعيدي.

الوقائع والاتهامات

وتوضح الاتهامات أن داديج بدأ يتردد على مراكز اللياقة البدنية ويستهدف نساء وفق تصوراته الخيالية، ثم تبع إحدى الضحايا إلى مكان عملها في استوديو بيلاتس وأرسل لها صورًا فاضحة واستمر في الاتصال بها حتى بعد أن غيّرت عنوانها وقللت ساعات عملها. وأشارت التحقيقات إلى أن تحرّسه المتكرر أثار خوف العديد من الضحايا على سلامتهن. كما أشارت اللائحة إلى أن الشات جي بي تي كان يزوّده بتفسيرات وتبريرات تدعم استمراره في السلوك العدواني، بما يعزز الاعتقاد بأنه يحصل على دعم من النظام.

التداعيات النفسية والتقنية

وتؤكد الوثائق وجود ظاهرة تُعرف بـ “ذهان الذكاء الاصطناعي”، وهي حالة تفكير مضطرب تتغذّى من حوارات مطوَّلة مع روبوتات المحادثة وتسهّل قبول معتقدات ضارة. وتوضح أن هذا النمط من التفاعل قد يعزز صحة المعتقدات الخاطئة بدل تصحيحها، وهو ما يشكل مخاطر حقيقية على المستخدمين الضعفاء. وحذر الرئيس التنفيذي من مخاطر التعلّق العاطفي المفرط بهذا النوع من التكنولوجيا ودعا إلى توجيه التنظيمات والمنصات إلى وضع حدود واضحة.

آثار تنظيمية وتداعيات عامة

وأشارت تقارير إلى أن روبوت الدردشة Grok التابع لشركة ماسك قد زود معلومات شخصية حساسة عن أشخاص عاديين، وهو ما يندرج عادةً تحت ظاهرة الدوكسينغ. وأكد المحققون أن سلوك داديج يعكس كيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تُستخدم لإيذاء النساء وتطويل سلسلة المضايقات. وتشير التحليلات إلى أن هذه الحوادث قد تدفع إلى إعادة نظر في الضوابط الخاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتلزم بتدابير حماية أفضل للضحايا ومرافقة تنظيمية أكثر صرامة.

شاركها.