أعلنت دراسة حديثة منشورة في Nature عن إمكانية استخدام مركبات طبيعية مستخلصة من النباتات كعلاجات بديلة أو مساعدة لمرض السكري من النوع الثاني، وذلك بعد تحليل آلاف الجزيئات النباتية باستخدام تقنيات حوسبة متقدمة مثل علم الأدوية الشبكي والالتحام الجزيئي ومحاكاة الديناميكيات الجزيئية. كما أشارت الدراسة إلى مقارنة النتائج مع أدوية معتمدة مخزنة في قاعدة DrugBank بهدف تقييم التفوق النسبي للمركبات الطبيعية. وتؤكد النتائج أن هذا النهج يوفر خياراً متعدد الأهداف وآمن نسبياً في علاج السكري مع إمكانية تحسين حساسية الإنسولين وتنظيم مسارات الطاقة. تم تسليط الضوء على ضرورة إجراء اختبارات مخبرية وسريرية مستقبلية للتحقق من الجدوى الطبية لهذه المركبات.

منهج الدراسة والنتائج

حددت الدراسة 14 جيناً رئيسياً مرتبطاً بتطور مرض السكري من النوع الثاني، مثل PPARG وIRS1 وGPD2 وAKT2 وAMPK وINSR وSLC2A4 وغيرها. كما فُحصت مئات المركبات الطبيعية المستخلصة من مصادر نباتية، مع تقييم خصائصها الدوائية والتوافق مع معايير Lipinski وADMET لضمان السلامة والامتصاص. وقورنت التحاليل الارتباطية بين قدرات المركبات المستهدفة وبين الأدوية المعتمدة داخل قاعدة DrugBank بهدف تمييز الأكثر فاعلية.

طُبقت تقنيات الالتحام الجزيئي لتقييم قدرة المركبات على الارتباط بالبروتينات المستهدفة مقارنة بالأدوية المعروفة، وتبيّن أن 72 مركباً نباتياً أظهر ارتباطاً قوياً مع هذه الجينات. من بين هذه المركبات برز 17 مركباً كأفضل مرشحين من حيث قوة الارتباط والاستقرار والجاذبية العلاجية وتعدد الأهداف. اشتملت الأسماء البارزة على موراسين ب وموراسين د، بلانتاجينيوسيد A، شيليريثرين، ألفوسيديب، حمض الأورسوليك، وحمض الأوليانوليك، كما أشار التحليل إلى وجود مركبات مثل بيرين وجوجولستيرون وميلاتونين وكركمين وأبجينين بخصائص ADME ممتازة.

وأظهرت محاكاة الديناميكيات الجزيئية لمدة 500 نانوثانية أن 17 مركباً من الأفضل تصنيفاً حافظت على ثبات بنيوي وروابط هيدروجينية قوية وطاقة حرة منخفضة، ما يشير إلى فعالية ارتباط أعلى. وكان موراسين ب وموراسين د وبلانتاجينيوسيد A وشيليريثرين وألفوسيديب وحمض أورسوليك ضمن أكثر المركبات ثباتاً في مسارات المرض المعنية. كما كشفت النتائج عن وجود أربعة مركبات نباتية تتمتع بانخفاض واضح في السمية، ما يعزز فرص تطويرها لاحقاً كأدوية، وذكر أيضاً إيمودين وروهيتوكين كمركبات تقلب مسارات متعددة المرتبطة بالسكري.

التطلعات والتحديات المستقبلية

تشير النتائج إلى أن المنتجات الطبيعية قد تقدم حلولاً علاجية متعددة الأهداف لتحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات وتنظيم مسارات الطاقة وتعديل جينات رئيسية مرتبطة بالمرض. وتؤكد الدراسة ضرورة إجراء تجارب مخبرية وسريرية لتقييم السلامة والفعالية في البشر قبل تطبيقها العلاجي. يظل التحدي الرئيسي في ترجمة هذه المركبات من نماذج الحوسبة إلى الواقع العلاجي وجودة التصنيع والاستدامة والتوافق مع أدوية السكري المعتمدة.

شاركها.