أعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في الأسبوع الجاري عن إصدار تحذير داخلي يطالب بتسريع وتيرة تطوير ChatGPT لتقليل مخاطر فقدان الزخم أمام المنافسين. أشارت الرسالة إلى وجود تهديد حقيقي لقدرة النموذج الأشهر عالميًا على الحفاظ على مكانته في ظل تقدم نماذج منافسة. كما لفتت إلى ضرورة زيادة وتيرة الإصدار والتحديثات خلال الأشهر المقبلة، مع إبراز أهمية الحفاظ على التفوق التقني والتجربة للمستخدمين. وتُعد هذه الخطوة دلالة على استشعار الشركة لتحديات المنافسة وتداعياتها على ثقة المستخدمين وموارد البحث والتطوير.
المنافسة المتصاعدة
شهد العام الأخير دخول نماذج منافسة قوية إلى السوق، منها Gemini من جوجل، وGrok وPerplexity المدعومان من ماسك، وClaude من Anthropic. تعتمد هذه الأنظمة جميعها على نموذج لغوي واسع النطاق يتم تدريبه على كميات ضخمة من البيانات ثم تُعرض في واجهات محادثة سهلة الاستخدام. تُبرز الفروق التقنية قدرات كل نموذج؛ فـ Claude يتميز بالترميز، بينما يستفيد Gemini من الارتباط الحي بمحرك بحث جوجل لتوفير معلومات حديثة. وتُظهر مقاييس الأداء أن مكانة ChatGPT تواجه تراجعًا نسبيًا أمام هؤلاء المنافسين.
وتكشف نتائج التقييمات الحديثة عن سيطرة نماذج جوجل المتقدمة في المراكز الأولى، تليها نماذج Anthropic ثم ChatGPT، مع بقاء فجوة ملحوظة مع الأداء البشري. كما أُعلن عن اختبار جديد يحمل تسمية “الاختبار الأخير للبشرية” ويقيس قدرة النماذج على الإجابة عن 2500 سؤال متقدم، حيث احتل Gemini الصدارة تليه نسخ من OpenAI ثم Claude. وتؤكد النتائج أن الأداء العالي في الاختبارات لا يترجم تلقائيًا إلى فائدة ملموسة للمستخدمين، وأن النِسب تظل دون مستوى 38% مقارنة بالتفوق البشري.
الاختلاف في الشخصية وتأثيره
بعيدًا عن الأداء التقني، يبرز الاختلاف الواضح في الأسلوب والشخصية بين النماذج، فبعضها يبدو أكثر مرحًا وآخر أكثر اختصارًا وأكثر تفاعلًا أو حذرًا. وتؤثر هذه الفروق في تجربة المستخدم اليومية وتحدّد إلى أي مدى قد يفضل المستخدمون أحد الأنظمة على آخر بناءً على الأسلوب المتبع. ورغم هذه الفوارق، يواجه OpenAI تحديات في الحفاظ على تجربة صافية وجذابة مع التحديثات الجديدة.
تداعيات GPT-5 والتوقعات
وعقب الإعلان عن GPT-5، أظهر المستخدمون أحيانًا توترًا بسبب طابع الشخصية ودرجة الودّ التي يقدمها، وكذلك بعض الأداء الأقل ودًّا مقارنة بالإصدارات السابقة. وتتابعت الاستجابات من الشركة بتعديل النموذج والاتاحة للعودة إلى الإصدار القديم، لكن التعليقات السلبية ظلت قائمة وتبرز مخاوف من تكرار أخطاء الثقة في المستقبل. وعلى الرغم من هذه التحديات، تظل مكانة ChatGPT في القمة من حيث الشعبية عالميًا، مع إدراك متزايد داخل الشركة بأن المنافسة لن تهدأ، وأن أي تراجع قد يدفع المستخدمين إلى اللجوء إلى البدائل القوية.




