يعلن الدكتور أحمد صبري أن إقليم شرق المتوسط يضم 22 دولة وأن عدد المصابين بفيروس الإيدز بلغ 610 آلاف شخص اليوم. وهذا الرقم يمثل تضاعفاً مقارنة بعام 2015 حين بلغ 320 ألف حالة. وأوضح أن هذه الزيادة تفرض استجابة أقوى من النظم الصحية والمجتمع المدني والأفراد. كما أشار إلى أن الأزمات والنزاعات المستمرة تعيق تقديم الخدمات الصحية وتحد من وصول الفئات الأكثر عرضة للعلاج.

هذا التطور يضاعف القلق، إذ تبقى نسبة التشخيص الفعلي للمصابين أقل من 38%، ما يعني أن 62% لا يعرفون إصابتهم. هذه الفجوة تؤثر بشدة في جهود الوقاية والعلاج وتوقف التقدم نحو الأهداف العالمية. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هدف الوصول إلى 95% تشخيص و95% علاج لا يزال بعيدًا عن التحقيق في الإقليم، وهو ما يستدعي إجراءات عاجلة.

توضح التصريحات أن الاستجابة لمواجهة المرض ليست كافية لمواكبة سرعة الانتشار، وتتركز التحديات في ثلاثة محاور: النظم الصحية، المجتمع المدني، والأفراد أنفسهم. وأشار إلى أن كثيراً من الدول لا توفر الخدمات والموارد الضرورية، وأن دور المجتمع المدني ما يزال محدوداً. كما أن بعض المصابين قد يترددون في الاختبار والمتابعة بسبب الوصم والخوف من الإحراج.

التشخيص والاختبار

تؤكد الجهات الصحية أن رفع الوعي وتوفير الاختبارات يمثلان خطوة أساسية لرفع معدلات التشخيص، وتبرز أهمية الاختبار الذاتي كأداة مبكرة للكشف. كما أن الاختبار الذاتي متاح في 4 دول فقط من أصل 22 في الإقليم، وتعمل الجهة المعنية على توسيع النطاق ليشمل دولاً إضافية. وتذكر التصريحات أن مصر أتيح لها الاختبار الذاتي مؤخراً لكنه لا يزال قيد الدراسة، مع توقع إدخاله في منظومتها الصحية قريباً.

بعد التشخيص يجب أن يربط المريض نفسه بنظام العلاج فوراً، لكن بعض الأشخاص يغادرون المسار العلاج عند منتصف الطريق. ويؤكد أن الإيدز اليوم مرض قابل للسيطرة، وأن العلاج متوفر ومجاني في كثير من الدول، وأن الالتزام يعزز فرص العيش بطبيعية. لكن الانقطاع عن العلاج يفتح باب المقاومة الدوائية ويعيد الحمل الفيروسي للارتفاع.

نعم، عند وصول الحمل الفيروسي إلى مستويات لا تسمح بنقل العدوى، يصبح المريض غير معدٍ ويستطيع العيش حياة طبيعية بما في ذلك الزواج وتكوين أسرة. ولا يجوز وصم المرضى أو افتراض أنهم ناقلون للفيروس طالما الالتزام بالعلاج مستمر. الإيدز اليوم قابل للسيطرة إذا التزم المريض بالعلاج.

أعلنت أدوية جديدة حصلت على موافقة FDA وتُستخدم حالياً في الولايات المتحدة، وهي حقنة تعطى كل 6 أشهر بدلاً من الأقراص اليومية. وقد بدأ تطبيقها أيضاً في جنوب أفريقيا، ما يمثل خطوة كبيرة في تعزيز الالتزام بالعلاج. من المتوقع أن تعتمد دول الإقليم هذه العلاجات طويلة المفعول في المستقبل القريب.

هل يقترب العالم من القضاء على الإيدز؟ تُشير الأبحاث إلى أن التقدم مستمر في اتجاه اللقاحات وتطوير الأدوية طويلة المفعول، لكن حتى اليوم لا يوجد دواء يقضي نهائياً على الفيروس مثلما حدث مع فيروس سي. يظل التحدي البحثي كبيراً ويستلزم استمرار الوقاية والعلاج كخط دفاع أساسي.

تؤكد التصريحات أن مشاركة أدوات الحقن بين متعاطي المخدرات ترفع احتمال الإصابة بالإيدز، خصوصاً في ظل ضعف المناعة. وتشير إلى أن حملة 100 مليون صحة في مصر أسهمت في الكشف المبكر عن الإيدز عبر توسيع دائرة التحاليل. كما تلفت إلى أن تعزيز الوقاية والاختبار يظل ضرورياً في ظل وضع إقليمي يواجه أزمات مستمرة.

تشير إلى أن الأزمات العالمية والنزاعات وعدم الاستقرار الاقتصادي تضيق الخدمات الصحية وتبعد الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل عاملين بالجنس ومتعاقدي المخدرات ومتنقلين بين الدول عن الرعاية. كما توجد حاجة لخدمات عابرة للحدود للمسافرين بين الدول وللمواطنين الذين ينتقلون بين بلد وآخر. هذا الوضع يفرض تعزيز التنسيق الإقليمي وتوسيع الوصول إلى الخدمات الصحية عبر الحدود.

سيتم الإعلان في فبراير المقبل عن إرشادات جديدة للأمراض المنقولة جنسياً، مع العمل على دمج خدمات الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً في حزمة واحدة لتسهيل الوصول للمريض. تسعى الصحة العالمية في الإقليم إلى تحسين معدلات التشخيص والعلاج بما يواكب الأهداف الدولية. كما تدعو الحكومات إلى إبقاء الإيدز على رأس أولويات الصحة العامة وزيادة الاستثمار في الوقاية والاختبار والعلاج والتوسع في برامج الحد من الضرر، إلى جانب معالجة الوصم كعائق رئيسي أمام القضاء على الوباء.

شاركها.