تعلن الهيئات الصحية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض توصيات الوقاية من الإنفلونزا وتسلط الضوء على إجراءات عملية لمواجهة السلالات الجديدة. تؤكد أن التطعيم السنوي يظل الركيزة الأساسية للوقاية، وتبرز أهمية الالتزام بالنظافة والتهوية وتدابير العزل عند الإصابة. كما تشير إلى أهمية استخدام أدوية مضادة للفيروسات بوصفة طبية وتفعيل برامج التوعية والمراقبة المبكرة للمجتمعات.

التطعيم السنوي

تشير التوصيات إلى أن التطعيم السنوي يحمي من معظم سلالات الإنفلونزا الشائعة في كل موسم، وتتم مراجعة مكونات اللقاح وفق توجيهات خبراء الصحة العالمية لضمان فاعليته. يتم تحديث مكونات اللقاح مرتين سنويًا لمواكبة تغيّر الفيروس، لذلك يعد الحصول عليه أمرًا حيويًا خصوصًا للفئات المعرضة للخطر. تُعزَّز الأولوية في التطعيم للمسنين والحوامل ومرضى الأمراض المزمنة والعاملين في الرعاية الصحية لضمان حماية المجتمع ككل.

النظافة الشخصية

يُعد الالتزام بالنظافة الشخصية من أهم وسائل الوقاية، فهو يقلل انتقال الفيروس بشكل ملحوظ. يجب غسل اليدين بالصابون والماء لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وفي حال تعذر توفر الماء يمكن استخدام معقم كحولي يحتوي على 60% كحول. عند السعال أو العطس يجب تغطية الفم والأنف بمنديل أو بمرفقك والتخلص من المناديل مباشرة بعد الاستخدام، لتقليل انتشار الجراثيم. يوصى بارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو حين تكون التهوية منخفضة، خصوصًا أمام من يظهر عليهم أعراض الإنفلونزا.

التهوية وتنقية الهواء الداخلي

تحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة جزء أساسي من الوقاية، لأنه يقلل من تركيز الفيروسات المحمولة جواً. ينصح بفتح النوافذ بانتظام للسماح بتجديد الهواء واستخدام أجهزة تنقية موثوقة للحد من انتشار الجسيمات الفيروسية. في المستشفيات والعيادات يجب تطبيق قواعد التحكم في التدفق الهوائي واتخاذ إجراءات سلامة مناسبة عند التعامل مع المرضى المصابين.

العزل عند الإصابة

للحد من العدوى وحماية الآخرين يجب البقاء في المنزل عند ظهور أعراض الإنفلونزا. تجنّب الاختلاط مع الآخرين خصوصًا كبار السن وذوي الأمراض المزمنة حتى تتحسن الحالة وتزول الحمى. الالتزام بالعزل المبكر يساهم في كسر سلسلة الانتقال وحماية المجتمع بشكل عام.

الأدوية المضادة للفيروسات بوصفة طبية

يمكن أن تكون الأدوية المضادة للفيروسات جزءاً من الوقاية وتقليل المضاعفات إذا وصفت من الطبيب. تساهم هذه الأدوية في تخفيف الأعراض وتقلل شدة المرض خاصة إذا بدأت خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض. حتى عند التأخر في بدء العلاج، تظل هذه الأدوية ذات فائدة للمرضى الأكثر عرضة للخطر.

مراقبة الحيوان والوقاية من إنفلونزا الطيور

تُعد متابعة الطيور والبيئات الحيوانية جزءًا من الوقاية عندما ترتبط سلالات جديدة بالحيوانات. بعض السلالات الجديدة مثل H5N1 تأتي من الطيور، لذلك يجب مراقبة الحيوانات في المزارع والأسواق وعزل أي طيور مصابة. استخدم معدات حماية شخصية عند التعامل مع الطيور أو البيئات المحتملة للإصابة وتجنب ملامسة الطيور البرية واللحوم غير المطهية جيداً لتقليل مخاطر العدوى.

التوعية الصحية

تساهم برامج التوعية والمراقبة المبكرة في تعزيز الوقاية من الإنفلونزا وحماية المجتمع. التعاون بين الجهات الصحية والمجتمع يساهم في نشر المعلومات وتخفيف انتشار الفيروس. أنظمة الترصد المبكر تتيح اكتشاف السلالات الجديدة قبل انتشارها الواسع وتسهّل اتخاذ تدابير وقائية فعالة.

خلاصة

الوقاية من الإنفلونزا مسؤولية مشتركة تستند إلى التطعيم والالتزام بالنظافة والتهوية الجيدة وتطبيق التدابير عند التعامل مع الحالات المحتملة أو مع الطيور. تبقى التوعية المجتمعية والمراقبة الصحية عناصر حيوية لأي خطة ناجحة، خاصة في زمن تتطور فيه الفيروسات بسرعة. من خلال المعرفة والإجراءات المشتركة يمكن تخفيض خطر الانتشار وحماية المجتمع.

شاركها.