تتحول الألعاب من مجرد وسيلة ترفيه بريئة إلى بيئة قد تحمل مخاطر نفسية وسلوكية في بعض الأحيان. يواجه الآباء تحدياً حقيقياً في مراقبة المحتوى الذي يستهلكه الأبناء وسط الانتشار المتسارع للأجهزة الذكية والمنصات الرقمية. وتتصاعد المخاوف من آثارها عند الأطفال، إذ ترتبط بعض الألعاب بنقاشات جدلية وحوادث واقعية موثقة تستدعي اليقظة والمتابعة.

وتظهر أمثلة من الألعاب التي أثارت تحذيرات عالمية ومحلية وتربطها حوادث واقعية موثقة. يرصد الآباء والجهات المعنية مخاطر محتملة ترتبط ببعض هذه الألعاب وتتطلب متابعة آمنة. وتؤكد الحاجة إلى وضع آليات ورقابة وتقييم للمحتوى بشكل مستمر.

الألعاب الخطيرة التي تجذب الأطفال

PUBG

تتيح لعبة PUBG أسلوب البقاء عبر الإنترنت حيث يواجه اللاعبون بعضهم بعضاً حتى يبقى لاعب واحد. أظهرت دراسة في مجال الطب النفسي للأطفال والمراهقين ارتباط الألعاب القتالية متعددة اللاعبين بارتفاع العدوانية والقلق الاجتماعي. في الهند سجلَت حالات انتحار مرتبطة بإدمان اللعبة، كما أقدمت بعض الولايات على حظرها مؤقتاً، وتؤثر على التحصيل الدراسي والنوم.

FREE FIRE

تشبه فري فاير بابجي لكنها تحتوي على ميزات مبسطة تجذب الأطفال الأصغر سنًا. وتظهر فيها عنفاً بصرياً مباشر دون فلترة كافية للمحتوى، مما يثير قلقاً بين الأهل. وقد رُصدت تغيّرات سلوكية لدى بعض الأطفال، مثل زيادة العصبية والعدوانية اللفظية، بعد فترات مكثفة من اللعب.

GTA

تُطرح لعبة GTA كمنصة مفتوحة تسمح بارتكاب جرائم العنف والسرقة والأنشطة غير القانونية. وتُصنّف عادة بأنها مخصصة للكبار (18+)، إلا أن الكثير من الأطفال يصلون إليها ويؤثر ذلك على سلوكهم وتفكيرهم. تشير تقارير إلى أن التعرض لمحتوى العنف قد يرتبط بزيادة الأفكار والسلوكيات العدوانية، وفي حادثة عام 2023 قلد مراهق في إسبانيا مشهد السرقة ما أدى إلى حادث مروع.

CALL OF DUTY

تقدم لعبة Call of Duty تجربة تصويب من منظور الشخص الأول تحاكي الحروب بشكل شديد الواقعية. وتحتوي على مشاهد عنف وتطبيع للقتل. وتشير أبحاث من جامعة أوهايو إلى أن التعرض المتكرر لهذه الألعاب يقلل من التعاطف ويرفع من مستوى السلوك العدواني.

FORTNITE

تجمع فورتنايت بين بناء البقاء ورسوم كرتونية تجذب الأطفال. ورغم الرسوم، تعدّ لعبة قتالية حتى الموت وتُعرف بإدمانها الشديد في بعض الحالات. اعترفت منظمة الصحة العالمية بوجود اضطراب الألعاب الرقمية كمرض معترف به عام 2018.

MOMO CHALLENGE

انتشر تحدّي مومو عبر منصات التواصل وطلب من الأطفال تنفيذ مهام خطرة قد تصل إلى الانتحار. سُجلت حوادث انتحار مرتبطة بهذا التحدّي في مناطق مختلفة وتصدر التحذيرات من هذه التحديات التي تستهدف النفسيات المراهقة. تحذر المؤسسات الأمنية من انتشار مثل هذه التحديات وتدعو إلى تعزيز الوعي والحماية الرقمية.

Roblox

تعد منصة روبلوكس من أكثر الألعاب شعبية لدى الأطفال لأنها تتيح لهم إنشاء عوالمهم وتطوير ألعابهم والتفاعل مع ملايين المستخدمين. إلى جانب الإيجابيات في الإبداع والتعلم، يلاحظ أن مخاطر التفاعل الاجتماعي غير الخاضع للرقابة تتزايد. وقد أظهرت تحذيرات وجود مخاطر تحرش واستغلال داخلي للدردشة داخل اللعبة، وهو ما دفع إلى إعلان مزايا أمان جديدة تتضمن حث صانعي الألعاب على تحديد ما إذا كانت ألعابهم مناسبة لمن هم دون 13 عاماً.

نصائح للأهل

راقب الأهل الألعاب التي يمارسها الأطفال وفحص المحتوى باستمرار. حددوا أوقات لعب ثابتة بساعات معقولة لا تتعارض مع الواجبات اليومية. شجعوا البدائل الصحية مثل الألعاب التعليمية والأنشطة البدنية والاجتماعية وابدؤوا حواراً مفتوحاً حول مخاطر الإدمان والعنف الرقمي.

استخدموا أدوات الرقابة الأبوية وفعّلوا إعدادات التحكم بالمحتوى في الأجهزة وتحديثها بشكل منتظم. ناقشوا الأطفال في تجاربهم داخل الألعاب وكيفية الإبلاغ عن سلوك غير آمن. احرصوا على وجود آليات للإبلاغ عن المخاطر والتصرف بشكل فوري عند حدوث أمر مقلق.

شاركها.