يؤكد الخبراء أن النوم الجيد ليس مجرد عدد ساعات النوم في الليل، بل جودته واستمراره بما يسمح للجسم والعقل باستعادة نشاطهما والتعامل مع ضغوط الحياة الحديثة. ومع زيادة الاعتماد على الهواتف واستخدام الشاشات، يتزايد النوم المتقطع كقائمة مشاكل تؤثر سلباً في الصحة العامة. وتظهر الدراسات أن اضطراب النوم لا ينعكس على الشعور بالإرهاق فحسب، بل يؤثر أيضًا في القلب والمزاج والتمثيل الغذائي بشكل عام.
ما هو النوم المتقطع؟
يُقصد بالنوم المتقطع نمط النوم غير المنتظم المصحوب باستيقاظات متكررة خلال الليل، وهو ما يمنع الجسم من إكمال دورات النوم الطبيعية. يتسبب هذا الانقطاع في تقليل الوقت الذي يقضيه الفرد في المراحل العميقة من النوم، وهو الضروري لتهذيب الذاكرة وتنظيف الدماغ من الفضلات. لذلك قد لا يحقق الشخص راحة كافية حتى لو أمضى ساعات طويلة في السرير.
كما أن قضاء Seven إلى Eight ساعات في السرير لا يعني بالضرورة أن النوم صحي إذا كان متقطعاً خلال الليل. يساهم التوتر اليومي والتعرض المستمر للشاشات في تفاقم هذه المشكلة، مما يجعل جودة النوم متأثرة بشكل كبير. على المدى الطويل، يواجه الشخص صعوبات في التركيز والتعلم والقيام بالمهام اليومية بسبب النقص في النوم العميق.
المخاطر الصحية لقلة النوم
ضعف التركيز والقدرات الذهنية
يؤثر اضطراب النوم بشكل مباشر في وظائف الدماغ، فالنوم العميق يساعد في تثبيت الذاكرة وتنظيف الدماغ من الفضلات. مع تكرار الاستيقاظ، يعاني الفرد من الخمول والضيق الذهني والارتباك وصعوبات في التركيز. كما قد تتأثر قدرته على التعلم واتخاذ القرار والإبداع وتزداد صعوبة الاستجابة في الحياة اليومية.
تراجع كفاءة الجهاز المناعي
يحتاج الجهاز المناعي إلى نوم منتظم لإنتاج بروتينات واقية تعرف بالسيتوكينات، المسؤولة عن مقاومة العدوى والالتهابات. يؤدي اضطراب النوم إلى ضعف هذه الدفاعات ما يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ويطيل فترة التعافي. كما يرفع النوم غير الكافي خطر الالتهابات المزمنة المرتبطة بأمراض مثل السكري والقلب مع مرور الوقت.
زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
ينعكس أثر قلة النوم على استقرار ضغط الدم ومعدل ضربات القلب؛ فارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول يرفع الضغط ويزيد الالتهابات. وتؤدي هذه التغيرات إلى مخاطر أعلى لأمراض القلب والأوعية الدموية، كما قد يزداد احتمال اضطراب ضربات القلب على المدى الطويل. وتؤثر هذه التغيرات سلباً على الصحة العامة وتزيد من الحاجة إلى الرعاية الطبية المستمرة.
اضطراب التمثيل الغذائي وزيادة الوزن
تؤثر قلة النوم في الهرمونات المنظمة للشعور بالجوع والشبع، إذ يرتفع هرمون الجوع (الجريلين) وينخفض هرمون الشبع (اللبتين). يؤدي ذلك إلى زيادة الشهية وتفضيل الأطعمة عالية السكريات والسعرات. وهذا يمكن أن يسبب زيادة في الوزن ومقاومة للإنسولين وارتفاع خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
تدهور الصحة النفسية والمزاجية
ترتبط جودة النوم ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية؛ فالنوم المتقطع يزيد من التهيج والقلق وسرعة الانفعال. قد يؤدي ذلك إلى تفاقم أعراض الاكتئاب والتوتر وتغير المزاج بشكل مستمر. كما أن حلقة التوتر قد تُفاقم صعوبة النوم وتزيد من قلة النوم في المستقبل.
تسريع الشيخوخة وتضرر البشرة
يساهم النوم الجيد في تجديد خلايا البشرة وتعزيز إنتاج الكولاجين، بينما يبطئ اضطراب النوم هذه العملية. يؤدي ذلك إلى مظهر باهت وظهور الهالات السوداء وتدهور ملامح البشرة مع التقدم في العمر. الحفاظ على نوم منتظم يساعد في الحفاظ على شباب البشرة وتأخير علامات الشيخوخة.
كيف يمكن تحسين جودة النوم؟
ينصح باتباع مواعيد نوم ثابتة والابتعاد عن الشاشات قبل النوم بما لا يقل عن ساعة، وتخفيف الكافيين والكحول، مع توفير بيئة هادئة ومظلمة للنوم. كما يُفضل اتباع روتين مهدئ قبل النوم وتجنب التفكير المجهد في الساعات الأخيرة من الليل. وفي حال استمرار اضطرابات النوم لأسابيع، يُفضل استشارة طبيب مختص لاستبعاد وجود مشاكل صحية مثل انقطاع النفس النومي أو القلق.




