أعلنت وكالات الفضاء أن استكشاف القمر لم يقتصر على الهبوط فحسب بل خلف وراءه إرثاً من الآثار البشرية والعلمية. وتتضمن هذه الآثار مقتنيات وتوثيقات ترصد أحداث الرحلات وتؤكد تأثيرها على فهمنا للقمر. وتوضح أمثلة من مهمات أبولو أن البشر تركوا بصماتهم في نقاط مختلفة من سطح القمر.

آثار تركها البشر على سطح القمر

في إحدى بصمات الرحلات، التقط رائد الفضاء تشارلز ديوك صورة عائلية وهو بجوار منزله، ثم جرى حفظها داخل غلاف بلاستيكي لتبقى كذكرى وتُترك على سطح القمر. وبعد أكثر من نصف قرن، تبدي الصورة علامات الزمن بفعل أشعة الشمس والحرارة القاسية لكنها تظل شاهداً إنسانياً فريداً في سجل المهمات. تُعد هذه الصورة مثالاً واضحاً على كيف بدأت العلاقات الإنسانية بالتسلل إلى مواقع الفضاء منذ البداية.

صورة عائلية خالدة على سطح القمر

أما في مهمة أبولو 15 عام 1971، فاختار القائد ديف سكوت إظهار تجربة علمية رمزية عندما أسقط ريشة صقر ومطرقة معاً في الفراغ القمري، فشهدا سقوطاً متزامناً في غياب الهواء كدليل عملي على قانون فيزيائي أساسي. تم توثيق هذه اللحظة كإثبات حي لقوانين الجاذبية في بيئة غير جوية. كما جرى وضع ريشة الصقر على سطح القمر كرمز لتلك اللحظة العلمية المميزة.

ريشة صقر على سطح القمر

وفي مهمة أبولو 15 أيضاً حمل رائد الفضاء جيمس إيروين قطعة صغيرة من الحمم البركانية الأرضية، ليتركها على سطح القمر كتذكار من موطنه. جرى تثبيت هذه القطعة كدلالة ملموسة على وجود صخور من الأرض بين مكونات القمر، وهو ما يمثل صدىً فريداً لرحلة الإنسان إلى خارج كوكبه. وتبقى القطعة في القمر كإشارة دائمة إلى تواصل الأرض مع سطح القمر.

قطعة من الحمم البركانية من كوكب الأرض على سطح القمر

كشفت بيانات من أقمار الاستكشاف أن هناك كتلة معدنية ضخمة مدفونة تحت فوهة القطب الجنوبي آيتكين في القمر، وتبلغ حجمها خمسة أضعاف جزيرة هاواي. يرى العلماء أنها قد تكون بقايا نيزك ضخم اصطدم بالقمر منذ مليارات السنين أو جزءاً من صهارة معدنية متجمدة داخل القشرة القمرية، ولا يزال أصلها غامضاً ويواصل العلماء دراستها لاكتشاف سر تغيراتها المحتملة مع الزمن.

كتلة معدنية غامضة تحت سطح القمر

فضلاً عن ذلك، ترك البشر أيضاً نفايات على سطح القمر تتضمن 96 كيساً من البول والبراز والقيء، إذ اضطر الطاقم إلى التخلص منها لتخفيف وزن المركبة أثناء العودة. يرى العلماء في هذه البقايا اليوم فرصة بحثية فريدة لدراسة قدرة الميكروبات على الصمود في ظروف القمر القاسية. كما أُرسلت أجزاء من رماد الجيولوجي يوجين شوميكر عبر مهمة Lunar Prospector في 1998، لتتحطم المركبة لاحقاً على سطح القمر وتترك رماداً هناك، مما يجعل شوميكر واحداً من أوائل البشر المتركون في خارج الأرض.

نفايات بشرية على سطح القمر
سطح القمر

شاركها.