يظهر أن مرض السكري قد يسبب الإمساك، إلى جانب أعراض أخرى في البراز قد تختلف من مريض لآخر. ويظهر ذلك بشكل متفاوت وفق الحالة الصحية للمريض. وتؤثر الأعراض عادةً في القوام وتكرار التبرز ضمن نطاقات مختلفة حسب الفرد.
أعراض براز مرضى السكري
البراز الصلب من الأعراض الشائعة عند مرضى السكري الذين يعانون من الإمساك، إذ تكون حركة البراز عبر الأمعاء بطيئة وتفقد الرطوبة تدريجيًا. هذا اللبد يجعل التبرز مؤلمًا ويتطلب جهدًا إضافيًا من المصاب. كما أن الصلابة قد تؤدي إلى طول فترة الإخراج وحدوث تعب في البطن.
قلة التبرز تعد من المشاكل الشائعة حيث يتبرز المريض أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، وهو ما يربك الوظائف الهضمية. يترافق ذلك مع الشعور بالانتفاخ وتقلصات المعدة وآلام متفرقة. وتزداد هذه الأعراض سوءًا مع استمرار الإمساك وتراكم البراز في القولون.
انحشار البراز هو حالة يتطور فيها الإمساك إلى كتلة صلبة تعيق خروج الفضلات. يشعر المريض بإحساس شديد بالاحتباس وآلام في المستقيم ويستمر حتى يتم تفريغ البراز بشكل كلي. تتطلب هذه الحالة تدخلًا طبيًا لاستعادة الإخراج الطبيعي وتخفيف الألم.
البراز المائي يمكن أن يظهر لدى بعض مرضى السكري نتيجة تغير في امتصاص الماء في الأمعاء. تؤدي السيولة الزائدة أحيانًا إلى تكرار الرغبة في التبرز والشعور باللزوجة في البراز. وتؤثر هذه الحالة على راحة المريض ونوعية حياته اليومية.
كثرة التبرز قد تحدث عندما تكون البراز مائيًا، حيث يواجه المريض تكرارًا عاليًا للتبرز نتيجة الرغبة المستمرة في التبرز. يرافق ذلك حدوث تقلبات في الرغبة وتغير في نمط النوم والحياة اليومية. وتُقدّم إدارة السكري كعامل رئيسي لتعديل هذه الأعراض وتخفيفها.
رائحة البراز لدى مرضى السكري
يُعتقد أن رائحة براز مريض السكري قد تكون حلوة كما هو الحال في الفم والبول بسبب وجود الأسيتون الناتج عن حرق الدهون كبديل للجلوكوز. ومع ذلك، تبقى هذه الرائحة ليست شرطًا للإصابة بالسكري. في بعض الحالات، قد تكون الرائحة كريهة بسبب سوء امتصاص الدهون، وهذا يحتاج إلى تقييم طبي لمعرفة السبب.
تأثير السكري على صحة الأمعاء
أعلنت الدراسات الطبية الحديثة أن ارتفاع سكر الدم المستمر يرفع خطر اعتلال الأعصاب المعوي لدى نحو 60% إلى 70% من مرضى السكري، وهو ما يسبب تسريعًا أو تباطؤًا في حركة الأمعاء. وبسبب تلف الأعصاب المعوية تتغير وتيرة الهضم ما يؤدي إلى إمساك أو إسهال. كما يؤدي تلف الأعصاب في القولون إلى تدفق سوائل إضافية إلى البراز فتصبح النواتج أكثر سيولة وتزداد الرغبة في التبرز. وتراكم السوائل في الأمعاء الدقيقة قد يحفز نمو البكتيريا مسببًا أحيانًا الانتفاخ والآلام المعوية والإسهال.
في بعض الحالات، يعاني المصاب باعتلال الأعصاب من نوبات متناوبة من الإمساك والإسهال، خصوصًا خلال الليل. وتؤثر هذه التقلبات في الراحة اليومية وتحد من القدرة على اتباع نمط غذائي مستقر. وتؤكد المتابعة الطبية أهمية تقييم السكري وإدارة العامل الهضمي لتخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.




