توضح خبيرة علم النفس الإكلينيكي بسمة سليم أن العناد سلوك دفاعي نشأ عن شعور سابق بالتهديد أو الرفض أو النقد القاسي. وتؤكد أن هذا النمط يجعل الشخص يتمسك برأيه حتى إن كان ذلك يضره، لأن التراجع يعيده إلى مشاعر الضعف وفقدان السيطرة. وتضيف أن تغيير هذا السلوك يتطلب أسلوبًا هادئًا وتفادي التصادم، مع التركيز على الحوار البنّاء. كما ينبغي تجنّب مهاجمة الشخص أو تقليل رأيه.
أسباب العناد
يشير التفسير إلى أن العناد يعوَّل على مخزون من تجارب سابقة من النقد أو التهديد، ما يجعل الفرد يحتمي بموقفه حفاظًا على الأمان النفسي. ويؤكد أن هذا النمط يدفعه إلى التمسك برأيه خوفًا من الضعف أو فقدان السيطرة إذا تخلى عنه. وتظهر النتائج أن التغيير يتطلب أسلوبًا هادئًا وتفادي التصادم مع الآخرين في الحوار.
استراتيجيات الحوار
لا ينبغي مهاجمة الشخص العنيد أو التقليل من رأيه، ويعتمد الحوار المشترك كإطار أساسي للنقاش. وتقترح المتخصصة تقديم خيارات محدودة مثل: “أيهما تفضل أن نبدأ به؟” لتمنح الشخص شعورًا بالمشاركة وتخفف مقاومته. كما يمكن الاعتراف بجزء من وجهة نظره ثم اقتراح حل بديل بصيغة “معاك حق في النقطة دي، لكن ما رأيك نجرب حلاً آخر؟”.
توقيت الحوار وتجنب التصادم
يؤكد ضرورة تأجيل النقاش حال تصاعد التوتر وتحديد وقت مناسب للحوار لاحقًا، مع إمكانية الاستعانة بقصص أو مواقف واقعية تظهر نتائج العناد السلبية. ويشير إلى ضرورة أن تكون هذه القصص بعيدًا عن لحظة الخلاف حتى لا يشعر الطرف المعاند بأنه متهم. وتختتم الخلاصات بأن التغيير لا يحدث بالكلام وحده بل عندما يرى الشخص أثر عناده على علاقاته ونتائج قراراته.




