التقنية الكورية الجديدة
أعلن فريق من الباحثين في كوريا الجنوبية عن تطوير تقنية مبتكرة لترميم أنسجة الأسنان التالفة باستخدام رقع قابل للتحلل الحيوي. تعتمد التقنية على جزيئات نشطة بيولوجياً، من بينها الببتيدات، حيث يطبق الطبيب الرقعة مباشرة على التجويف بعد تنظيفه. تتمكن هذه الجزيئات من اختراق بنية السن وتحفيز الخلايا الجذعية في اللب، ما يدفعها إلى إنتاج العاج المفقود تدريجيًا، وتعيد ملء التجويف بمواد حية بدلاً من الحشوات التقليدية. وذكرت المصادر أن هذه النتائج مدعومة من تقارير منشورة لدى kz.kursiv.media.
تشير المعلومات المتاحة إلى أن الرقع الحيوية قد تكون خياراً مبكراً لعلاج تسوس الأسنان دون حفر في المراحل الأولى، وتقليل الاعتماد على الحشوات الصناعية وتقليل مخاطر الالتهابات وردود الفعل التحسسية. كما تُسهم في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة الطبيعية للأسنان. ويتوقع الباحثون أن يطرح المنتج قبل نهاية العام المقبل، شريطة اجتياز جميع مراحل التجارب بنجاح.
النتائج والتوقعات
أظهرت النتائج الأولية إمكانية استخدام التقنية في علاج مراحل مبكرة من التسوس دون الحاجة للحفر، وتقليل الاعتماد على الحشوات الصناعية وتقليل مخاطر الالتهابات. كما تساهم في الحفاظ على الأنسجة الطبيعية قدر الإمكان وتقلل الألم المرتبط غالباً بعلاجات التسوس التقليدية. وتُشير التوقعات إلى أن التقنية قد توفر بديلاً أكثر صحة وراحة للمرضى في المستقبل القريب.
آراء الخبراء
ورغم الآمال، أكد الدكتور محمد علوان، استشاري طب الفم والأسنان، أن التجارب قد تستغرق سنوات قبل تعميمها في العيادات، إذ توجد تحديات كبيرة تقف أمام التطبيق السريري الشامل رغم وجود أدلة من عشرات الأبحاث. أضاف أن الدراسة الحالية قد تُحدث طفرة في علاجات زراعة الأسنان إذا نجحت خلال السنوات القادمة، لكنها تتطلب مزيداً من البحث والتجارب قبل الإقرار النهائي. كما يلفت إلى أن التقدم يتطلب بنى تحتية وتجهيزات وتدريبات متقدمة في العيادات.
جهود عالمية في تجديد الأسنان
ويرتبط السياق البحثي بتطور عالمي، حيث أشار علماء من كلية كينجز كوليدج لندن إلى عمل يستمر لأكثر من عشر سنوات لتطوير مادة قادرة على تحفيز نمو الأسنان، ونجحوا في إنماء سن داخل بيئة اصطناعية كخطوة تمهّد لتطبيقات مستقبلية في طب الأسنان التجديدي. وأوضح الفريق أن هذه التجربة تمثل إطاراً يمكن توسيعه لاحقاً ليشمل تطبيقات أوسع في العلاجات البيولوجية للأسنان. وفي سياق مماثل، تبقى النتائج في إطار البحث العلمي وتخضع لتجارب إضافية قبل الاعتماد السريري.




