العلاقة بين التستوستيرون وسرطان البروستاتا

يُعد التستوستيرون هرمون الجنس الذكري الأساسي ويُنتج في الخصيتين. يساعد في إنتاج الحيوانات المنوية والحفاظ على الكتلة العضلية والعظمية، كما يساهم في نمو شعر الجسم والوجه وتعزيز الرغبة الجنسية وإنتاج خلايا الدم الحمراء. مع التقدّم في العمر، يبدأ إنتاجه في الانخفاض وتظهر أعراض مثل ضعف الانتصاب وتراجع الرغبة الجنسية وتراجع الطاقة وفقدان الكتلة العضلية. عندما تكون هذه الأعراض شديدة، يُطلق عليها قصور الغدد التناسلية، وهي حالة تؤثر على ملايين الرجال فوق سن الأربعين.

في الأربعينيات اكتشف الباحثان أن انخفاض التستوستيرون قد يوقف نمو سرطان البروستاتا، بينما يمنح توفيره للرجال المصابين فرصة للنمو. وهذا أدى إلى الاعتقاد بأن التستوستيرون قد يغذي سرطان البروستاتا، فاستُخدم العلاج الهرموني لتخفيض مستوى التستوستيرون كأداة علاجية للسرطان. لكن الدراسات الحديثة تُظهر أن هذه العلاقة ليست ثابتة، حيث سجلت بعض التحليلات وجود علاقة أقوى مع انخفاض التستوستيرون وزيادة مخاطر الإصابة، بينما أظهرت تحليلات أخرى أن العلاج بالهرمونات لا يزيد من خطر الإصابة أو تفاقم المرض لدى الرجال الذين عُهُد تشخيصهم سابقًا. لذلك، لا يمكن الاعتماد على تصور واحد ويظل النقاش قائمًا.

عوامل الخطر المرتبطة بسرطان البروستاتا

بالإضافة إلى التستوستيرون، توجد عوامل معروفة تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. يتزايد الخطر مع التقدم في العمر، حيث تكون الغالبية من الحالات بين 65 و74 عامًا والمتوسط 66 عامًا. كما أن وجود تاريخ عائلي يضاعف الخطر بسبب العوامل الوراثية ونمط الحياة المشترك. وتظهر أبحاث إضافية أن العرق يلعب دورًا، إذ يكون الرجال من أصول أفريقية أكثر عرضة للإصابة وأكثر احتمالًا أن تكون الأورام لديهم أكثر عدوانية.

يلعب النظام الغذائي دورًا كذلك، فالاعتماد على نظام غني بالدهون والكربوهيدرات المصنعة قد يزيد من احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا، مع توصيات بتقليل اللحوم الحمراء والمنتجات كاملة الدسم وتعزيز الخيارات النباتية. كما يلاحظ أن استهلاك الطماطم المطبوخة والخضراوات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط قد يكون له أثر واقٍ جزئي. وفي جانب آخر، يساهم وجود نمط حياة نشط وتوازن وزن الجسم في تقليل الخطر معه. تكون النسبة المرتبطة بالنظام الغذائي جزءًا من معادلة متعددة العوامل وتؤثر مع عوامل أخرى، لكنها تظل قابلة للتعديل عبر نمط الحياة.

طرق تقليل الخطر

يمكن تقليل بعض المخاطر عبر تغييرات في نمط الحياة. أولاً، يعد تعديل النظام الغذائي خطوة أساسية عبر الاعتماد على نظام نباتي غني بالفواكه والخضراوات وتقليل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم. ثانياً، يساهم تناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة في توفير أحماض أوميغا-3 التي قد تقلل الخطر. ثالثاً، يساعد التحكم في الوزن عبر الغذاء والرياضة في خفض مؤشر كتلة الجسم.

رابعاً، الإقلاع عن التدخين يقلل من خطر عدة أنواع من السرطان بما في ذلك سرطان البروستاتا. كما أن إدارة الوزن والنشاط البدني يساهمان في الحفاظ على صحة البروستاتا وتحسين النتائج العامة. يبقى التنبيه إلى أن العوامل الوراثية والسن تظل عوامل قوية لا يمكن تعديلها وحدها.

شاركها.