ينصح الأطباء النساء الحوامل في الشهور الأولى بتجنب تناول الأدوية دون استشارة الطبيب المختص. تتعرض الحامل خلال هذه الفترة لتغيّرات جسدية منها تورم الثديين والغثيان مع القيء أحياناً وكثرة التبول والرغبة أو النفور من بعض الأطعمة، إضافة إلى الشعور بالإرهاق. كما قد يعاني البعض من حرقان في المعدة والإمساك وغيرها من التغيرات التي تؤثر على الصحة العامة وتستدعي المتابعة الطبية.

أما الأسبرين فليس هناك دليل قاطع على سلامته كقاعدة في الشهور الأولى، لذا لا يجوز تناوله دون توجيه من الطبيب المختص. يُشار إلى أن جرعات منخفضة بين 60 و100 ملغم يومياً لا تُظهر ضررًا عادةً وتُستخدم أحياناً في حالات خاصة مثل فقدان الحمل المتكرر أو اضطرابات التجلط لدى بعض النساء، لكنها تبقى تحت إشراف الطبيب. في حين أن جرعة 81 ملغ تعرف بـ«أسبرين الأطفال» وتُستخدم في سياق محدد لتحسين تدفق الدم عبر المشيمة، إلا أنها لا تُعطى عشوائيًا وتُطبق فقط بناءً على تعليمات الطبيب.

الحالات التي يجوز فيها الأسبرين خلال الشهور الأولى

تؤكد الدكتورة سهير صقر ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام الأسبرين خلال الشهور الأولى. يمكن أن تُوصى به في حالات محددة تشمل القصور الكلوي المزمن، ووجود داء السكري من النوع الأول أو الثاني، وكذلك تاريخ سابق لارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل. كما تكون هناك أمراض مناعية ذاتية مثل الذئبة الحمراء الجهازية ومتلازمة أضداد الفوسفوليبيد، إضافة إلى وجود ارتفاع ضغط الدم المزمن وحدوث نقص في نمو الجنين في حمل سابق. ويُذكر أن وجود حمل بتلقيح صناعي أو حمل متعدد أو BMI يزيد عن 35 قد يُحوّل توصية الطبيب إلى جرعة معيّنة أو خيارات أخرى.

يُشير الأطباء إلى أن الجرعات العالية فوق 100 مجم قد تترتب عليها مخاطر مثل تشوهات خلقية أو إجهاض، خاصة في الثلث الأول من الحمل. وبناءً على ذلك يجب أن تكون الجرعة محدودة وتحت إشراف الطبيب ولا يجوز الاعتماد عليها من دون تقييم طبي دقيق. كما أن الفوائد المرجوة من استخدام الأسبرين في الشهور الأولى تتوقف على الحالة الصحية للأم والجنين وتقييم المخاطر والفوائد من قبل الطبيب المختص. تظل فكرة استخدام الأسبرين مقيدة بالحالة الفردية ولا يجوز تطبيقها كقاعدة عامة.

شاركها.