تكشف التطورات التكنولوجية أن الهواتف الذكية أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية وتفتح باباً للمراقبة على خطوات المستخدم قد لا يدركه كثيرون. تذكر المصادر أن مزودي الخدمة يعتمدون تقنيات مثل التثليث بمراكز الأبراج لتحديد موقع الجهاز وتوجيه الاتصالات، وتستخدمها الشبكة باستمرار. ويُفترض أن تكون هذه التقنية خلفية تعمل حتى عندما يكون الجهاز في وضع الخمول. وتُشير البيانات الناتجة إلى أن هذه الآليات تخدم تشغيل الشبكة وخدمات الطوارئ، وقد تصل إلى جهات خارجية كونه يجوز تداولها في سياقات تجارية أو تنظيمية.

آليات التتبع الأساسية

تستخدم تقنية التثليث في تحديد موقع الجهاز عبر قياس الإشارة والوقت بين الهاتف وثلاثة أبراج على الأقل. وتؤدي هذه الطريقة إلى تقدير تقريبي للموقع ضمن نطاق جغرافي معين، حتى حين تعطيل خيارات الموقع في الهاتف. وتُعد هذه الآلية جزءاً أساسياً من إدارة الشبكة وتوزيع الحمولة وخدمات الطوارئ، وتلتزم كثير من المناطق بإتاحة هذه البيانات للمزودين لأغراض تشغيلية وقانونية. كما أن CSLI وبيانات الموقع يمكن أن تكون عرضة للوصول من قبل جهات خارجية لأغراض تجارية وأمنية، وهو ما يثير قلق الخصوصية.

التثليث والتحديد التقريبي

تعتمد عملية التتبع على إشارات بنائية من ثلاثة أبراج عبر قياس الإشارات والوقت للوصول إلى تقدير تقريبي لمكان الجهاز. وتؤدي هذه الآلية إلى تحديد موقع تقريبي حتى في حال تعطيل ميزات الموقع في الهاتف. وتُستخدم هذه الآلية في تشغيل الشبكة وتوزيع الحمولة وتوفير خدمات الطوارئ وفق القوانين في أماكن عدة. وتبقى البيانات الناتجة عرضة للوصول من جهات خارجية لأغراض تجارية وأمنية، ما يفتح باب المخاوف المتعلقة بالخصوصية.

استخدام الواي فاي والبلوتوث في التتبع

وتعتمد آليات التتبع أيضًا على إشارات الواي فاي والبلوتوث، ما يجعل الجهاز قابلًا للتحديد حتى إذا لم يكن GPS مفعلاً. عندما يكون الواي فاي مفعلاً، يستخدم الهاتف إشارات من نقاط الوصول القريبة لتحديد موقعك العام. وإذا كان البلوتوث مفعلًا، فإن الشركات والمتاجر تستخدم هذه الإشارات لتتبّع وجودك وحركتك في الأماكن العامة. وتلتقط هذه الإشارات عنوان MAC بشكل سلبي، وتُستخدم لتكوين ملف تعريف تجاري يتيح الاستهداف الإعلاني والبيانات المرتبطة.

دور التطبيقات وخدمات البيانات في التتبع

توجد داخل كثير من التطبيقات أدوات تتبع مخفية تأتي عبر حزم تطوير برمجيات خارجية للإعلانات والتحليلات، وتجمع بياناتك باستمرار وتعمل دون فصل للشيفرة عن تطبيقك الأساسي. يعتبر معرف الإعلان جزءاً رئيسياً من هذه العملية، فهو يتيح لوسطاء البيانات ربط البيانات السلوكية من عدة تطبيقات في ملف تعريف واحد. وتُستخدم هذه المعرفات عبر منصات متعددة لتتبع سلوك المستخدم عبر التطبيقات المختلفة. وتبقى هذه الممارسات قيد الاعتراض من مستخدمين يرغبون في تقليل التتبع الخلفي وخاصة عند تعطيل إعدادات الموقع.

إجراءات حماية الخصوصية العملية

على أجهزة أندرويد، يوصى بإيقاف خيار “نشاط الويب والتطبيقات” من إعدادات حساب جوجل لمنع حفظ نشاطك في الخدمات المرتبطة بالحساب. كما يجب مراجعة إعدادات الخدمات المرتبطة بالموقع وإيقاف حفظ علامات الموقع إذا كانت مفعلة، لتقليل التجمع المستمر للمعلومات. وعلى أجهزة iPhone، يمكن تعطيل خاصية “المواقع المهمة” وخيار “المواقع المتكررة” من الإعدادات ثم مسح سجل المواقع للحفاظ على الخصوصية. كما يجب الانتباه إلى أن عنوان IP الخاص بجهازك يظهر في كل اتصال إنترنت، وهو يوفر تقديراً مكانيًا عامًا حتى مع إيقاف خدمات الموقع، لذا من المهم تقليل مشاركة العنوان عبر الشبكات واستخدام أدوات حماية.

شاركها.
اترك تعليقاً