تستعد مصر خلال الساعات القادمة لافتتاح المتحف المصري الكبير، صرح عملاق يحاكي ملحمة حضارة أذهلت العالم. يعكس هذا الصرح فصلًا جديدًا يدوّن تاريخًا غنيًا بالكنوز والقصور والمعابد وبرديات الكهنة. حين يفتح الباب أمام الزائرين، تتجلى عبقرية الفراعنة في ابتكار وصفات طبيعية حافظت على بشرتهن وشعرهن عبر العصور. تتيح هذه الخطوات إمكانية تطبيقها في روتين جمال منزلي بسيط وعصري في عصرنا الرقمي.

طرق العناية بالبشرة على نهج الملكات

تطرح الملكات خيارات عملية لعناية البشرة تعتمد على مقشر ملح البحر مع زيت الزيتون أو زيت اللوز وأوراق النعناع المفرومة. يساعد الجمع بين المكوّنات في إزالة الأوساخ والخلايا الميتة وتوفير ترطيبٍ منعشٍ للبشرة. يسبق ذلك تطبيق قناع الطين النيلي الذي يُطهّر المسام ويمتص الشوائب، ثم يُمزج مع ماء الورد وعسل النحل للحصول على قوام متجانس. تنتهي العناية بتلطيف البشرة وتغذيتها عبر التغذية الزيتية الغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين E.

كما يعزز الاستعمال اليومي للكريمات المستخلصة من الزيوت الطبيعية رطوبة البشرة ويحميها من التهيّج. يُستحسن الاعتماد على ماء الورد كمنقٍ لطبيعي يوازن الحموضة ويمنح البشرة إشراقًا هادئًا. وتؤكد هذه الممارسات على أن جمال الوجه ينسجم مع صحته العامة وتوازن بشرته، بدل الاعتماد على حلول سطحية فورية. تبقى النتائج أقوى حين يتزامن النظام الجمالي مع شرب كميات كافية من الماء وتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة وأوميغا-3.

أسرار العناية بالشعر على طريقة الملكات

تعزز الملكات صحة الشعر من خلال استعمال زيت الخروع لتقوية فروة الرأس وتحفيز نمو البصيلات، وهو خيار فعال لتقليل التساقط وتكثيف الشعر. يمكن خلطه مع زيت جوز الهند لتخفيف القوام وتسهيل توزيعه على فروة الرأس والشعر لمدة ساعة على الأقل أو طوال الليل قبل الغسل. يُستخدم بلسم العسل والزبادي لتزويد الشعر بالبروتين والرطوبة، ما يجعل الأطراف أكثر نعومة ولمعانًا ويقلل التقصف. كما تساهم مكونات مثل زيت الزيتون وزيت إكليل الجبل في تعزيز الترطيب واللمعان الصحي للبوصيلات.

يعد غسول الأعشاب المصنوع من منقوع إكليل الجبل أو النعناع خيارًا تقليديًا لتنشيط فروة الرأس وتوفير لمعانٍ طبيعي. يساهم هذا المنقوع في تحسين رائحة الشعر وتقليل التهيّج، مع دعم دوران الدم في فروة الرأس. من جهة أخرى، كان للنباتات العطرية كالنباتات المنعشة دور في تهدئة البشرة وتوفير بيئة صحية لفروة الرأس. تظل الحناء أحد تقاليد العناية بالشعر منذ العصور القديمة، ليس فقط لتلوينه بل لتقوية خصلاته ومكافحة القشرة.

مكونات طبيعية اعتمدت عليها الملكات

اعتمدت الملكات على مجموعة غنية من المواد الطبيعية المستخرجة من بيئة وادي النيل، وتبقى فعاليتها مثبتة حتى عصرنا الرقمي. ركزت البرديات على زيوت نباتية رئيسية تعزز صحة الجلد والشعر وتوفر حماية من العوامل البيئية. من أبرز هذه الزيوت زيت الخروع وزيت الزيتون وزيت اللوز الحلو، وهي عناصر مرطبة وغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين E. كما تشهد المصادر القديمة على استخدام زيت السمسم في التدليك وحماية البشرة من حرارة الشمس بفضل خصائصه الواقية من الأشعة فوق البنفسجية.

أما الأعشاب والنباتات العطرية؛ فهلام الصبار كان يستخدم لتهدئة الحروق وترطيب البشرة، بينما كان البابونج المنقوع يفتح لون الشعر ويمنح لمعانًا ذهبيًا ويهدئ البشرة المتهيجة. كما ساهم إكليل الجبل في تحفيز الدورة الدموية بفروة الرأس، ما يعزز النمو ويمنح الشعر إشراقة صحية. وتُستخدم العرعس في عدة طقوس جمالية، بينما كان النعناع من أسرار المقشر وغسل الشعر، ونجحت الحناء في تقوية الشعر ومكافحة القشرة. وتُعد الخيار من أسرار تفتيح منطقة ما تحت العين وتخفيف الانتفاخات بخصائصه المبردة.

أما الزهور والعطور فكان ماء الورد منشط البشرة ومرطبها وموازنًا لحموضة البشرة، كما استُخدم زيت اللوتس لصناعة العطور وزيوت الجسم بأنفاسه الفاخرة. ويُعتبر زيت اللبان العلك المر من أسرار العناية بالبشرة ومكافحة علامات التقدم في السن بخصائصه القابضة. أما منتجات النحل فكانت العسل مصدرًا مضادًا حيويًّا ومُرطبًا قويًا للبشرة والشعر، إضافة إلى استخدام شمع العسل في المراهم وتثبيت المكياج. كما كان للملح البحري والطمي دور في تقشير البشرة وتنقيتها، في حين استُخدمت الألبان لا سيما الحليب والزبادي لتبييض البشرة وتنعيمها وترطيبها بفضل حمض اللاكتيك.

تُختتم هذه الفلسفة بجملة من النصائح العامة: الاستحمام النقي وتطهير البشرة كان جزءًا من الروتين اليومي، كما انعكس النظام الغذائي الغني بالخضروات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة في صحة البشرة. كان استخدام الزيوت الطبيعية يُحضِّر البشرة لتحمّل حرارة الشمس، ومن الأفضل استشارة خبراء العصر الرقمي قبل اعتمادها كبدائل للواقيات الشمسية الحديثة. كانت الملكات يخصصن أوقات للاسترخاء، فتوثّق هذه الفلسفة على أن ممارسة اليوغا والتأمل تساهم في حماية الجمال من التوتر والإجهاد، وتؤكد أن الجمال نتيجة توازنٍ مستمر بين الروح والجسد.

وأخيرًا، لا يُعد جمال الملكات مجرد صدى لمحض الحظ، بل نتاج فلسفة أُسست على استخدام مكونات طبيعية بروية وروتين ثابت مع حكمة الطبيعة، ما أدى إلى ذلك الجمال الأسطوري الذي ما يزال يحظى بالاهتمام حتى اليوم.

شاركها.