مذنب أم مركبة فضائية؟
أعلنت ناسا خلال إحاطة رسمية عُقدت في الأسبوع الأخير أن الجسم 3I/ATLAS مذنب يتصرف كما يوصف المذنب عند اقترابه من الشمس، وأن جميع الأدلة تدل على طبيعته الطبيعية. وأوضحت الوكالة أنها لا ترى أي علامات تشير إلى وجود تكنولوجيا فضائية أو شيء خارج نطاق الطبيعة. كما أكدت أن 3I/ATLAS لا يشكل تهديداً للأرض ولن يقترب أكثر من نحو 170 مليون ميل، كما لن يقترب من كواكب النظام أثناء مروره حتى ربيع 2026 عندما يعبر مدار المشتري. وذكرت أن اكتشافه تم الأول من يوليو بواسطة تلسكوب أطلس الممول من ناسا في تشيلي، وهو ما يمنح العلماء فرصة فريدة لدراسة مادته من نجم بعيد.
خطة رصد شاملة
منذ اكتشافه، علم العلماء أن 3I/ATLAS يأتي من جانب الشمس بعيدًا عن الأرض، مما جعل المراقبة الأرضية صعبة. قررت ناسا عقد جلسة تخطيط في أغسطس جمعت فرق من أكثر من 20 مهمة لإطلاق حملة متابعة بنجوم ومركبات مختلفة. في النهاية تعاونت عشرات المركبات من المدار الأرضي إلى المريخ وما بعده لتتبع الهدف المتحرك. ووصف كبير علماء ناسا ستاتلر الجهود بأنها تشبه مشاهدة مباراة بيسبول من مقاعد مختلفة، مع وجود كل تلسكوب وكاميرا يحاول التقاط صورة للكرة المتنقلة.
نافذة على أنظمة قديمة
يقول العلماء إن المذنب 3I/ATLAS ربما نشأ في نظام كوكبي قديم جدًا، وربما أقدم من نظامنا الشمسي. وبناءً على سرعته عند دخوله النظام الشمسي، تشير الأدلة الظرفية إلى أنه عبر فضاء بين النجوم لفترة طويلة. ويؤكد ستاتلر أن ذلك يفتح نافذة نادرة على الأنظمة النجمية البعيدة والقديمة، وربما يسبق تكوين الأرض والشمس. وهذا الاكتشاف يحث العلماء على مواصلة الدراسة وفهم تاريخ الأنظمة الأخرى.
دلائل كيميائية مثيرة للاهتمام
تصرف 3I/ATLAS كما يجب للمذنب حين يواجه ارتفاع الحرارة قرب الشمس، فطلق بخار الماء وثاني أكسيد الكربون، لكن النسب كانت مميزة. فقد اكتشف العلماء نسبة أعلى من ثاني أكسيد الكربون إلى الماء مقارنةً بمذنبات النظام الشمسي النموذجية، كما وجِد غاز غني بالنيكل بشكل غير معتاد مقارنة بالحديد. كما أظهر الغبار المحيط بالمذنب سمات غير نمطية تدل على اختلاف أحجام الحبيبات، وظهرت ظاهرة اندفاع الغبار نحو الجانب المواجه للشمس ثم مدّه الإشعاع تدريجيًا إلى الخلف بشكل طويل وغير شائع.




