تفاصيل الحكم ودوافعه
أدانت محكمة في مدينة آخن الألمانية ممرضا يبلغ من العمر 44 عامًا بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط، بعد ثبوت تورطه في قتل ما لا يقل عن عشرة مرضى ومحاولة قتل سبعة وعشرين آخرين في مستشفى غرب ألمانيا خلال نوباته الليلية. كان يعمل في مستشفى بمدينة وورزلن غرب ألمانيا كما أوردت التحقيقات. اعتمدت المحكمة على أدلة تشير إلى أن المتهم استخدم جرعات مفرطة من المهدئات ومسكنات الألم لتهدئة المرضى المفترض رعايتهم، وأنه استعمل مواد مثل المورفين والميدازولام في عمليات التنويم. وأكد الادعاء العام أن المتهم أبدى لا مبالاة تجاه معاناة المرضى وأنه كان يعتبرهم مصدر إزعاج خلال الليل.
ذكر التحقيق أن الدافع المزعوم كان قاعة “ليلة أكثر هدوءاً” وفق ادعاء الممرض الذي كان يعمل ليلاً، لكن المحكمة رأت في سلوكه إهمالا وإساءة للثقة مع عدم وجود نية طيبة. وأوضح الادعاء أن المتهم اعترف لاحقاً بأن النوم قد يكون “أفضل دواء”، ثم ادعى أنه لم يكن يعلم أن الأدوية قد تكون قاتلة إلى هذا الحد، وهو ما أشار إليه الادعاء بأنه غير مقبول في المحكمة. ولم تقبل المحكمة هذه المزاعم وأكدت أن أفعاله تشكل خطراً جسيماً على حياة المرضى وتستدعي المسؤولية الجنائية. وبناء عليه صدر الحكم بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.
لا تزال السلطات تحقق في حالات مشبوهة مرتبطة بالمتهم، مع ورود تقارير عن وجود ضحايا محتملين لم تكشف حالتهم بعد. وتشير التحقيقات إلى أن القضية تطرح أسئلة مهمة حول مدى الرقابة والالتزام بأخلاق المهنة في المستشفيات الألمانية، كما أن التغطية الإعلامية زادت من الوعي العام حول المخاطر المحتملة. وتبقى النتائج قيد المتابعة من الجهات القضائية والجهات الصحية المعنية ضمن إطار التحقيق المستمر.
التداعيات والإجراءات المستقبلية
تؤكد التطورات أن الحكم يمثل رسالة حازمة بشأن عدم المساس بسلامة المرضى وثقة المجتمع بالنظام الصحي في ألمانيا. وتوضح التحقيقات أن الممرّض لم يظهر تعاطفاً مع المرضى وتجاهل معاناتهم، كما أن الهدف المزعوم كان تهدئتهم خلال النوبات الليلية بشكل غير مشروع. وتؤكد الأدلة أن المتهم استخدم جرعات مفرطة من الأدوية لتنويم المرضى، وهو سلوك يثير أسئلة حول آليات الرقابة في المستشفيات. وتبقى السلطات تحقق في حالات مشبوهة مرتبطة بهذا الممرض في إطار متابعة مستمرة.
كما تُعقِد القضية إطار الاهتمام العام والمهني في ألمانيا، حيث يركّز الخبراء على أثر الحكم في تعزيز إجراءات السلامة والرقابة في المستشفيات. وتواصل السلطات متابعة حالات مشبوهة مرتبطة بهذا الممرض مع احتمال وجود ضحايا إضافيين لم تكشف أسماؤهم بعد. وتؤكد الجهات المعنية أن النتائج ستحدد مسار التطورات القضائية والإدارية وفق القوانين السارية، في إطار سعيها لتجفيف أي مخاطر تتعلق بالرعاية الصحية. وتبقى هذه التطورات جزءاً من مناقشات أوسع حول حماية المرضى وموثوقية الخدمات الصحية في البلاد.




