أوضح ليج في مقابلة مع البروفيسورة هانا فراي أن التطور السريع في الذكاء الاصطناعي سيقود إلى تغييرات عميقة في أساليب العمل وكسب الدخل خلال العقد القادم، وربما يعيد ترتيب مكانة البشر في الاقتصاد. يشير إلى أن الآلات مهيأة لتجاوز قدرات البشر في مجالات اللغة والمعرفة العامة، مع احتمال أن تتراجع عيوب مثل الاستدلال والفهم البصري والتعلم المستمر خلال السنوات القليلة المقبلة. يرى أن الذكاء الاصطناعي سيصل تدريجيًا إلى مستويات احترافيـة أعلى في مجالات البرمجة والرياضيات والعمل المعرفي المعقد.

التوقعات من ليج

يؤكد ليج أن العمل الذي يعـتمد بالكامل على الإنترنت والمهارات المعرفية وليس الحضور الفيزيائي هو الأكثر عرضة للخطر. يضع قاعدة واضحة: إذا كان بإمكانك أداء العمل عن بُعد باستخدام جهاز كمبيوتر فقط، فإن هذه الوظيفة معرضة للخطر. مع تزايد ثقة أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطور قدراتها، قد لا تحتاج الشركات مستقبلاً إلى فرق عمل كبيرة موزعة جغرافيًا تؤدي المهام نفسها من المنازل.

تأثير على هندسة البرمجيات والاقتصاد

في مجال هندسة البرمجيات، يتوقع ليج أن يتضح التغيير بشكل خاص، حيث قد تنخفض أعداد الفرق من مئة مهندس إلى عشرين مهندسًا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. يشير إلى أن هؤلاء المهندسين العشرين سيعتمدون على التقنيات الذكية الحديثة لتعزيز الإنتاجية، وهو ما يخفّض فرص العمل، خاصة للمبتدئين والوظائف التي تعتمد على العمل عن بُعد. كما يرى أن التحول سيكون تدريجيًا، وأن الوظائف التي تتطلب حضورًا فعليًا أو مهارات يدوية ستبقى محمية لفترة زمنية ممتدة.

التوزيع والاقتصاد المستدام

يحذر من أن النظام الاقتصادي القائم على تقاسم العمل الذهني والبدني مقابل الدخل قد لا يظل فعالًا مع ارتفاع أداء الأجهزة الذكية. يوضح أن التحدي الحقيقي يتلخص في كيفية توزيع الثروة الناتجة وضمان ألا يُترك الناس بلا هدف أو دعم. كما يذكر أن اقتراب الذكاء الاصطناعي من مستوى الذكاء العام يفرض إعادة نظر جادة في سياسات العمل وإدارة التحول عبر السياسات الحكومية والمؤسسات قبل أن يُفرض التغيير بالقوة.

شاركها.