تشير الدراسات إلى أن حدوث الحمل بتوأم غالبًا ما يعكس عوامل بيولوجية لا يمكن التحكم فيها، مع وجود مؤثرات قد ترفع الاحتمالات بشكل محدود. وتنقسم التوائم إلى نوعين رئيسيين: المتطابقة وغير المتطابقة. يحدث التوأم المتطابق عندما ينقسم بويضة مخصبة إلى جنينين بشكل عشوائي تمامًا، ولا يعود ذلك لأي عامل وراثي أو نمط حياة. أما التوائم غير المتطابقة فتنشأ من تخصيب بويضتين مستقلتين بحيوانين منويين مختلفين في الدورة نفسها، وهي الأكثر شيوعًا وتخضع لعوامل متعددة.
أنواع التوائم
التوائم المتطابقة تنشأ عن انقسام بويضة مخصبة إلى جنينين، ويحدث ذلك بشكل عشوائي تمامًا بلا ارتباط بعوامل وراثية أو نمط حياة. لا يمكن توقع وقوعه أو التخطيط له من جهة الأفراد. هذه التوائم تشترك في جنس واحد ونفس الحمض النووي تقريبا. يبقى سبب حدوثها غير مفهوم بشكل كامل.
التوائم غير المتطابقة تحدث عند تخصيب بويضتين مستقلتين بحيوانين منويين مختلفين في الدورة نفسها، وهي الأكثر شيوعًا. ترتبط هذه التوائم بعدة عوامل منها الوراثة والعمر وعدد مرات الحمل السابقة. يمكن أن تكون لهما جنس مختلف أحيانًا، لكنها تشترك في وجود بويضتين في آن واحد. تؤثر هذه العوامل بشكل أقوى على احتمالية حدوثها مقارنة بالتوأم المتطابق.
عوامل قد تزيد فرص إنجاب التوائم
لا توجد طريقة مضمونة لزيادة فرص الحمل بتوأم بشكل طبيعي، لكن بعض العوامل قد ترفع الاحتمالات بشكل محدود، خاصة في التوائم غير المتطابقة. يعزز التاريخ العائلي عادة وجود توائم غير متطابقة إذا كان في عائلة الأم. يزداد احتمال وجود توائم مع تقدم الأم في العمر، خصوصاً بعد سن الثلاثين، نتيجة إطلاق أكثر من بويضة في الدورة الواحدة. كما ترتفع احتمالية التوأمة لدى النساء اللاتي حدث لهن حمل سابق أكثر من مرة بسبب زيادة فرص إطلاق عدة بويضات.
تشير العوامل العرقية والأصول الجغرافية إلى أن معدل الحمل بتوأم أعلى بين بعض الأعراق مثل النساء من أصول إفريقية، بينما تكون النسبة أقل بين الآسيويين. تلعب علاجات الخصوبة دورًا مهمًا في رفع الاحتمالات، فقد تؤدي أدوية تحفيز الإباضة وتقنيات التلقيح الصناعي إلى إطلاق أكثر من بويضة في دورة واحدة. رغم وجود آراء تربط بعض الأطعمة أو الأنماط الغذائية بمضاعفة التوائم، فإن الأدلة العلمية المؤكدة على ذلك غير موجودة حتى الآن. لذلك لا يجوز الاعتماد على نظام غذائي معين كوسيلة مضمونة لزيادة فرص التوأم.
هل الحمل بتوأم سابقًا يزيد الفرص؟
تشير البيانات إلى أن المرأة التي سبق لها الحمل بتوأم قد تكون لديها فرصة أعلى لتكرار التجربة، بسبب ميل جسمها لإطلاق أكثر من بويضة في الدورات التالية. هذه الزيادة نسبية وتختلف باختلاف العوامل الوراثية والبيولوجية. تبقى العوامل الوراثية من أبرز المؤثرات، وتظل النتائج غير مؤكدة بنسبة مطلقة.
هل يمكن التخطيط لإنجاب توأم طبيعيًا؟
لا يمكن التخطيط لإنجاب توأم متطابق بشكل مؤكد، فهو حدث عشوائي. أما التوأم غير المتطابق، فتعتمد فرصه جزئيًا على عوامل وراثية وبيولوجية لا يمكن ضبطها بدقة. ولذلك لا توجد وسيلة طبيعية مضمونة لزيادة فرص الحمل بتوأم بشكل قاطع. تتطلب الرغبة في الحمل بتوأم التفكير الطبي المتخصص وتقييم الخصوبة والصحة العامة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينصح النساء الراغبات في الحمل، سواء بتوأم أو بطفل واحد، بمراجعة طبيبة النساء قبل اتخاذ خطوات الخصوبة. تساعد المتابعة الطبية في تقييم الإباضة والهرمونات وتقديم خيارات آمنة عند الحاجة. كما تهم الصحة الإنجابية العامة والتغذية المتوازنة والمتابعة الطبية في وضع توقعات واقعية للحمل الصحي بأي صورة.
بشكل عام، يظل الحمل بتوأم متغيرًا ويحدث بشكل أساسي للنوع المتطابق بشكل عشوائي، بينما تكون فرص التوأم غير المتطابق مرتبطة بعوامل وراثية وبيولوجية وعلاجية. لا توجد وسيلة مضمونة طبيًا لزيادة هذه الفرصة بشكل طبيعي. يبقى الاهتمام بالصحة العامة والتغذية المتوازنة والمتابعة الطبية الأساس لحمل صحي بأي صورة. يجب مراعاة أن التوقعات الواقعية تساعد في التخطيط الآمن للحمل وتجنب المخاطر المحتملة.




