تشير المصادر إلى أن قدوم مولود جديد يثير لدى الطفل الأكبر مخاوف من فقدان مكانته في قلب والديه. وتظهر هذه المخاوف غالبًا من خلال البكاء المستمر أو العناد أو رفض التفاعل مع الطفل الجديد. وتؤكد الإرشادات ضرورة احتواء هذه المشاعر وتأكيد مكانة الطفل في الأسرة لضمان شعوره بالأمان. وتساعد استراتيجيات محددة، مثل تخصيص وقت خاص والتواصل المستمر، في تخفيف الغيرة وبناء علاقة صحية مع الأخ الجديد.
وقت خاص للانتباه
يُوصى الوالدان بإعطاء الطفل الأكبر وقتًا خاصًا كل يوم يشعر فيه بالاهتمام من أحدهما. يمكن أن يكون الوقت بسيطًا مثل حوار هادئ أو لعبة مشتركة يركّز فيها الوالدان على الطفل نفسه لا على المولود. يؤكد هذا التوقيت أن مكانته لم تتغير وأنه محور العائلة رغم وجود أخ حديث. كما يمكن أن يلعب الأب دورًا داعمًا عندما تكون الأم مشغولة بتقديم الرعاية للمولود، ما يعزز توازنه النفسي.
إشراكه في رعاية أخيه
ثانيًا، يُشجع على إشراك الطفل في رعاية أخيه الجديد لتتحول الغيرة إلى شعور بالفخر. يمكن أن يشارك الطفل في مهام بسيطة مثل جلب ملابس المولود أو مساعدتك في الغناء له أو اختيار الحفاضة. يمنح ذلك الطفل شعورًا بالقيمة والانتماء ويعزز دوره كأخ كبير يعتمد عليه والديه. هذه المشاركة تساهم في بناء علاقة إيجابية مع الأخ الأصغر وتدعم التوازن الأسري.
لا تقارن بين الطفلين
ثالثًا، يجب تجنب المقارنة بين الطفلين لأنها تزرع الغيرة وتخلق شعورًا بالنقص. بدلاً من ذلك، يتم تشجيع السلوك الإيجابي واللطيف، مع التركيز على التطور الفردي للطفل الأكبر. يمكن استخدام عبارات تشجيعية مثل: أشكرك على مساعدتك أو تصرفك كان رائعًا اليوم. هذا الأسلوب يعلم أن الحب يتأسس على التصرفات الإيجابية وليس على المقارنة مع الآخرين.
فهم المشاعر وعدم الاستهتار بها
رابعًا، يجب الاعتراف بأن مشاعر الغيرة طبيعية وليست نابعة من الأنانية. عندما يعبر الطفل عن ضيقه، يجب الاحتواء والتفهم بدلاً من الاستهجان. يمكن للأم أن تؤكد له أن مكانته عالية لديها وأنه ما زال أغلى أفراد الأسرة في قلب الوالدين. يظل التوازن الأسري بحاجة إلى رعاية مستمرة وتفهّم متبادل بين جميع الأطراف.




