أعلنت ناسا أن مركبة مارينر 9 أصبحت أول مركبة فضائية تدور حول المريخ، وذلك عندما وصلت إلى المدار في 13 نوفمبر 1971 بينما كان العلماء لا يعرفون الكثير عن الكوكب الأحمر. وأظهرت البيانات والصور الأولى أن سطح المريخ ليس كما كان يُتصور في بدايات الاستكشاف، بل يضم ميزات وجغرافيا معقدة تحتاج إلى دراسة دقيقة. كما أبرزت الصور أن المريخ مختلف عن القمر في عدة جوانب، مما وسع الفهم العلمي للمريخ بشكل ملموس. وتُعد هذه المحطة خطوة حاسمة في تاريخ استكشاف المريخ وتحوّل النظرة إلى تعقيدات سطح الكوكب الأحمر.

اكتشافات رئيسية من المدار

دخلت مهمة مارينر 9 المدارية إلى مدار المريخ وهي محاطة بعاصفة غبارية واسعة، وكانت مهمتها في ذلك الوقت أن تجمع بيانات جديدة عن سطح الكوكب. وعندما هدأ الغبار سمحت الصور الملتقطة بالاطلاع على قمم بركانية هائلة، من بينها بركان أوليمبوس مونس الذي يعد الأعلى في النظام الشمسي. كما رصدت الوادي الشاسع فاليس مارينيريس، وهو أضخم وادٍ في المجموعة مقارنة بجراند كانيون في أريزونا. استمرت المهمة في المدار نحو عام حتى نفد الوقود فأوقفتها ناسا، غير أنها بقيت إحدى أشهر إنجازات استكشاف المريخ في التاريخ.

أثبتت نتائج مارينر 9 أن سطح المريخ يحمل تاريخًا جيولوجيًا غنيًا ومتنوعًا، وأنه ليس مجرد سطح مقعر من الحفر كما كان يُتصور في السابق. ومن خلال الصور الدقيقة تعززت المفاهيم العلمية حول نشاط الكواكب وبرامج الطيران الفضائي القريبة من الأجرام الكبيرة. وتظل مارينر 9 حتى اليوم أحد أبرز المركبات الفضائية التي وسعت المعرفة البشرية بالمريخ وأثارت نقاشات علمية مستمرة حول مستقبل الاستكشاف الفضائي.

شاركها.