أعلنت دراسة نرويجية واسعة النطاق أن التغيرات المرضية المرتبطة بمرض ألزهايمر تُظهر انتشاراً أعلى مما كان يُعتقد سابقاً. استخدم الباحثون تحليل pTau217 في الدم لقياس التفسفر عند الموقع 217 في أكثر من 11 ألف عينة دم من أشخاص تجاوزت أعمارهم 57 عاماً. وجد الباحثون أن هذا المؤشر يمكنه ربط التغيرات العصبية المصاحبة للمرض بطرق دقيقة وتوفير تقييم صحي دماغي على مستوى المجتمع. كما نُشرت النتائج في مجلة Nature.

ارتفاع الانتشار مع العمر

أظهرت النتائج أن انتشار التغيرات المرتبطة بالألزهايمر يزداد مع التقدم في العمر. فبين الفئة العمرية 58 إلى 69 عاماً لم يتجاوز الانتشار 8%، فيما قفز إلى أكثر من 65% بين من تجاوزوا التسعين. وبالنسبة للمشاركين البالغين 70 عاماً فأكثر، كانت نسب الإصـابة 10% في مرحلة ما قبل الأعراض، و10.4% في المرحلة البادرية، و9.8% في مرحلة خرف ألزهايمر. كما تبين أن 60% من المصابين بالخرف لديهم خرف ناتج عن ألزهايمر، مقارنة بـ32.6% من المصابين بضعف إدراكي خفيف، و23.5% من الأفراد دون أعراض إدراكية.

التعليم والجينات

أشارت الدراسة إلى أن الانتشار كان أعلى بين أصحاب المستويات التعليمية المنخفضة، وهو ما يدعم فكرة الاحتياطي المعرفي الذي يحمي الدماغ مع التقدم في العمر. كما ارتفعت معدلات الإصابة بين حاملي جين APOE ε4، وهو أحد أقوى عوامل الخطر الوراثية المرتبطة بمرض ألزهايمر. تؤكد النتائج أن العوامل الوراثية والبيئية تمثل معاً تحدياً رئيسياً في احتمالات التطور العصبي المرتبط بالمرض.

مؤشر دموي بديل للفحوصات المعقدة

اعتمد الباحثون على تحليل pTau217 في الدم بدلاً من فحص السائل النخاعي أو التصوير البوزيتروني (PET)، مما أتاح قياساً أوسع على مستوى المجتمع. أظهرت النتائج أن هذا المؤشر يميّز بدقة عالية بين ألزهايمر وغيره من أسباب الخرف. ويوفر اعتماد هذا المؤشر إمكانات لتشخيص مبكر ومجتمعي دون الاعتماد على فحوصات مخبرية مكلفة أو إجراءات تصوير معقدة.

الأهلية للعلاج وتحديات المستقبل

بحسب المعايير الحالية للأهلية للعلاجات المعدلة لمسار المرض، يكون نحو 11% من الأشخاص فوق سن السبعين مؤهلين لتلقي الأدوية الحديثة المضادة لألزهايمر. هذا الوضع يبرز تحديات كبيرة أمام أنظمة الرعاية الصحية من حيث التكلفة والجاهزية. وتتعزز أهمية النتائج في تعزيز برامج الكشف المبكر وتوسيع الاعتماد على المؤشر الدموي كخطوة نحو استهداف العلاج بدقة أعلى.

استنتاج وتوجيهات مستقبلية

خلصت الدراسة إلى أن خرف ألزهايمر أكثر انتشاراً لدى كبار السن مقارنة بالتقديرات السابقة، بينما تقل النسب المرتبطة بالمراحل المبكرة عند الأعمار الأصغر. ويشير الاعتماد على فحوصات الدم إلى احتمال تغيير مسار التشخيص المبكر وإعادة تشكيل جاهزية المجتمع لمواجهة أحد أبرز أمراض الشيخوخة. وأشار الباحثون إلى أن المرض يمر عبر أربع مراحل يمكن استدراكها في مبكرها، وأن التدخل المبكر قد يقلل من تأثيره.

شاركها.