أعلنت ناسا في أبريل 2021 عن عقد بقيمة 2.9 مليار دولار لتوفير مركبة هبوط مأهولة على سطح القمر كجزء من برنامج أرتميس، ومن المفترض أن تنزل هذه المركبة رواد فضاء في مهمة أرتميس 3 القادمة باستخدام مرحلة علوية معدلة من صاروخ ستارشيب التابع لسبيس إكس. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من مساعٍ لإعادة وجود الولايات المتحدة على السطح القمري بعد غياب طويل. غير أن الوكالة أعلنت لاحقاً أنها غير راضية عن وتيرة التطوير، وتستعد لإجراء تغييرات جذرية وفقاً لما صرح به القائم بأعمال رئيس الوكالة شون دافي.

التنافس على الهبوط القمري

أعلن شون دافي أن الشركة المعنية تعتبر جهة مميزة، ولكنه أوضح أن سبيس إكس ليست في مأمن من المنافسة وأن الجدول الزمني لمشروعها هو موضوع نقاش حاد، بما في ذلك وجود تحدٍ من الصين. أشار إلى أن باب التعاقد سيكون مفتوحاً أمام شركات أخرى لمنافسة سبيس إكس، مثل بلو أوريجين. كما شدد على أن الهدف هو الوصول إلى القمر خلال فترة ولايته، وهو ما يستلزم تقييم خيارات متعددة لضمان التقويم النهائي للمهمة.

فازت بلو أوريجين، التي أسسها جيف بيزوس، بعقد خاص بنظام الهبوط البشري أرتميس في عام 2023 بقيمة 3.4 مليار دولار، وتخطط الشركة لتنفيذ الصفقة عبر مركبة هبوط بلو مون التي كان من المفترض أن تقود أول رحلة مأهولة إلى القمر ضمن أرتميس 5. ويعبّر ماسك عن شكوكه حول قدرة بلو أوريجين على تسريع الجدول الزمني بما يكفي لضمان جاهزية المهمة قبل سبيس إكس. وفي تصريحات على منصة X، قال أغنى رجل في العالم إن بلو أوريجين لم تُسلم حمولة إلى المدار، فكيف ستسلم إلى القمر؟ كما أن جداول مهمة أرتميس 3 شهدت عدة تأجيلات في السنوات القليلة الماضية بسبب مشكلات في البدلات وكبسولة أوريون والتقنيات الأخرى، وهو ما يضيف تعقيداً إلى الجدول الزمني.

كان من المقرر في الأصل إطلاق مهمة أرتميس 3 أواخر عام 2024، لكن الجدول تأخر إلى 2025، ثم إلى 2026، وأخيراً إلى منتصف 2027. يعكس هذا التطور تحديات تقنية وتنظيمية تواجه مركبات ستارشيب والبدلات وكبسولة أوريون والتقنيات الداعمة. وتؤكد التطورات أن الجدول الزمني للمبادرات القمرية الأمريكية لا يزال قيد النقاش بين الجهات المعنية، مع وجود ضغوط سياسية وتقنية لضمان وصول رواد الفضاء إلى سطح القمر في نهاية المطاف. وتستمر المناقشات حول مدى جاهزية الشركات المنافسة في الوقت المحدد لتحقيق هدف الأرتميس.

شاركها.
اترك تعليقاً