تُعد الرؤى من الظواهر الغامضة التي استوقفت الإنسان منذ القدم، وتحمل في طياتها رموزًا ومعاني تتفاوت تفسيراتها بتفاوت الثقافات والأديان. في الإسلام يحظى تفسير الأحلام بأهمية خاصة كوسيلة لفهم الرسائل الإلهية ورسائل الله للإنسان. ومن بين علماء تفسير الأحلام الذين أسهموا في فهم هذه الرموز يظهر ابن سيرين الذي عالج رؤية أبو بريص وفقًا للمعاني التي يحملها الرمز.

المعنى العام لـ«أبو بريص» عند ابن سيرين

يرتبط أبو بريص في تفسير ابن سيرين بمفاهيم تتعلق بفاسدٍ يحبط العلاقات بين الناس، حيث يفضي وجوده إلى النميمة والهمز وإثارة العداوة والبغضاء بين الناس. كما يعكس هذا الرمز قدرة الشخص السيء على تعليم الآخرين الشرور وتحذيرهم من الخير، وهو ما يعزز التصرفات السلبية لدى المحيطين به. ويُشار أيضًا إلى أن الرؤية قد تشير إلى فقر أو حزن أو ظهور رجل مهان، إضافة إلى مضار قد تأتي من أفراد لا يسكنون المدن بالكثرة، وإن دخل سام أبرص على مريض فالموت قد يكون نتيجة للسُم.

التأويل بحسب الأحوال

تتفاوت دلالات الرؤية باختلاف الحالات التي يرى فيها الحالم أبو بريص، فتشير للمتزوجة إلى وجود أشخاص يحاولون زعزعة استقرار حياتها عبر الشائعات والخلافات وتوقع مواجهة وضع نفسي أو مالي غير مستقر. كما أن العزباء قد تسمع تحذيرًا من التعامل مع أشخاص يحملون سمات سلبية قد يؤثرون في مسار حياتها بشكل غير مرغوب. ويرى الرجل في الرؤية تذكيرًا بضرورة تجنب السلوكيات السلبية والمساهمة في نشر الخير بين الناس. وتظل هذه المعاني مرتبطة بتفسير ابن سيرين للرمز وارتباطه بصيرورة الحياة الاجتماعية للمشاهد.

أما المطلق فربما تعني وجود تحديات بعد الانفصال وتوجيهًا لاختيار الشركاء بحذر. أما الحامل فترتبط الرؤية عادةً بالقلق والتوتر الناتجين عن مسؤوليات الأمومة المقبلة وتحثها على التخلص من التفكير السلبي والاحتكام إلى الحكمة في اتخاذ القرارات. يؤكد هذا التفسير أهمية التزام الهدوء والتدقيق في الاختيارات للحفاظ على السلام الأسري.

شاركها.