أعلنت فرق الرصد الفلكي أن الكويكب 2024 YR4، وهو كويكب يبلغ طوله نحو 67 مترًا، يمر قرب القمر في 22 ديسمبر 2032 وباحتمال اصطدام مرتفع. وكشفت الرصدات الأخيرة أن احتمال الاصطدام بالقمر قد يصل إلى 30%، وهو مستوى يخيف العلماء. وتعود الإشارات إلى أن الكويكب كان موضوع رصد مكثف منذ ديسمبر 2024 حين بلغ احتمال اصطدامه بالأرض أعلى مما كان يُتصور. كما أُشير إلى أن هذه الاحتمالات تدفع وكالات الفضاء العالمية إلى التفكير في خيارات تشغيلية عاجلة.

أعلن الدكتور أندرو ريفكين من جامعة جونز هوبكنز أن المعطيات الجديدة قد تغيّر بشكل كبير حسابات الاصطدام بالقمر وتقلّص ما كان متوقعًا. وأوضح أن استمرار رصد مدار الكويكب وتحديث البيانات عزز الثقة في انخفاض الاحتمالات، مع الإشارة إلى أن التقييم قد يعيد تشكيل خطط الاستجابة. وذكر أن النتائج تعزز الحاجة إلى إجراء مراقبة دقيقة حتى عودة الكويكب إلى منطقة رؤية الأرض في 2028. كما لفت إلى أن التغير في التقديرات يجعل القرار الدولي بشأن خطوات التعامل مع 2024 YR4 أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

التحديثات الرصدية الأخيرة

ستتيح مهمة JWST رصد الكويكب في فترتين قصيرتين خلال 18 و26 فبراير، لكن وجوده في مسافة بعيدة يجعل جمع البيانات محدودًا. وأوضح العلماء أن القياسات المحتملة قد تغيّر فهمنا لعنوان المدار وسرعته. وبينما يظل الكويكب بعيدًا عن الأرض، تظل البيانات الجديدة كافية لإعادة تقييم موقعه إلى حد ما. هذه الرؤى تؤكد أهمية متابعة الرصد رغم القيود الفنية.

تشير الحسابات إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 80% أن تخفض الملاحظات الجديدة احتمال الاصطدام بالقمر إلى ما دون 1%، ومع ذلك هناك احتمال بنحو 5% أن ترتفع الاحتمالات إلى 30% من جديد. وتؤكد هذه النسب أن الوقت المخصص للوكالات الدولية لاتخاذ قرار بات يتقلّص بسرعة قبل العودة إلى نطاق رؤية الأرض في 2028. وتذكر المصادر أن هناك خيارات مثل تغيير المسار عبر استراتيجيات الحركة طويلة الأجل يمكن أن تكون فعالة فقط إذا بدأ التخطيط والتجهيز قبل سنوات من احتمال الاصدام. كما أشار العلماء إلى أن خيارات التحويل قد تشمل ضرب الكويكب بقنبلة نووية كخيار أخير، ويتطلب التنفيذ بحلول عام 2030 على أقصى تقدير. وستتاح للـ JWST فرصة متابعة رصد الكويكب مرة أخرى في 2027، لكنها تبقى محدودة البيانات بسبب البعد الفلكي.

خيارات التحويل والمسار

أظهرت مهمة دارْت التابعة لناسا أن اصطدام قمر صناعي بجانب كويكب يمكن أن يغيّر مساره بشكل فعال بما يحمي الأرض والقمر، لكن هذه الطرق لا تغيّر المسار بشكل كلي إلا إذا بدأت قبل سنوات من احتمال الاصدام. درس العلماء خيارات تحويل المسار 2024 YR4، بما في ذلك احتمال ضربه بقنبلة نووية، ويتطلب هذا التنفيذ بحلول عام 2030 على أقصى تقدير. وستتاح فرصة ثانية لرصد الكويكب بواسطة JWST في عام 2027، لكن جمع بيانات كافية قد يظل صعبًا بسبب بعدها الفلكي. وفي كل الأحوال، تؤكد التصريحات العلمية أن القرار يجب أن يتخذ بسرعة وبالتنسيق مع وكالات الفضاء العالمية.

وبناءً على ما ورد، تظل التحديثات الرصدية حاسمة في إعادة تقييم المخاطر وتوجيه الاستعدادات الدولية. ولم تقف التقديرات عند حد، بل تبقى النوافذ الزمنية محدودة أمام احتمالين متعارضين: انخفاض المخاطر إلى أقل من واحد بالمئة وإمكانية ارتفاعها في حال تلقي معلومات جديدة. وتؤكد المصادر أن الوقت ليس في صالح الوكالات التي تواجه خيار تحويل المسار بسرعة. وتظل الأطر الزمنية محدودة قبل وصول الكويكب إلى نطاق رؤية الأرض في 2028.

شاركها.