يجمع هذا المقال بين النصائح العملية والمعلومات العلمية الخفيفة لتساعدك على تجنّب مشاكل الهضم أثناء الطيران وتستمتع برحلتك. يشرح كيف تؤثر عوامل مثل الضغط ودرجة الرطوبة في كابينة الطائرة على المعدة. يعرض خطوات بسيطة للحفاظ على راحة معدتك أثناء السفر.
عند ارتفاع 35 ألف قدم، ينخفض ضغط الهواء وتتغير توزيع الغازات في الجسم. تتمدد الغازات في المعدة وتتباطأ سرعة الهضم، فتشعر بالانتفاخ حتى عند تناول تفاحة بسيطة. كما أن الرطوبة المنخفضة في كابينة الطائرة تساهم في جفاف الجسم وتؤثر بشكل مباشر في الإخراج والهضم.
تشير الدراسات إلى أن رطوبة الهواء داخل الطائرة تقل عن 20 بالمئة، وهذا يؤثر في جفاف الجسم ويؤثر في الهضم والإخراج. نتيجة ذلك، قد يعاني المسافر من عسر الهضم أو إمساك أو غثيان حتى مع أطعمة بسيطة. إذًا الجهاز الهضمي يتفاعل مع ظروف الطيران بشكل حقيقي.
أطعمة تجنبها عند الطيران
الأطعمة الدسمة والمقلية تحتاج إلى وقت طويل للهضم وتزيد من الغازات والانتفاخ بسبب تمدد الهواء في المعدة. كما أنها قد تتركك بشعور ثقل وعدم راحة طوال الرحلة. لذلك من الأفضل تجنبها قبل الصعود على الطائرة وتفضيل خيارات أخف.
البقوليات مثل العدس والفول والحمص تسبب غازات طبيعية، وعند تعريضها للضغط الجوي ترتفع احتمالات الانتفاخ بشكل ملحوظ. اختر بدائل أخف للهضم خلال السفر وتجنب الإفراط في الكميات قبل الرحلة.
المشروبات الغازية تزيد من الغازات وتمنحك إحساساً بالانتفاخ كأنك منطاد. كما أن وجود ثاني أكسيد الكربون يجعل البطن منتفخاً ومزعجاً أثناء الرحلة. ابتعد عنها قدر الإمكان أثناء السفر لتجنب الشعور غير المريح.
العلكة والمُحلّيات الصناعية قد تسبب انتفاخاً وتؤثر في التوازن البكتيري للأمعاء. كما أنها قد تزيد من التجشؤ والامتلاء وتزعج الراحة أثناء الجلوس في المقصورة. حاول تقليل استخدامها أثناء السفر والاعتماد على شرب الماء وتناول وجبات بسيطة.
ما تأكله قبل الرحلة يصعد معك
تناول وجبة خفيفة قبل الرحلة بثلاث ساعات على الأقل وتضم الخضار المطهوة، أرز بني أو خبز كامل، بروتين خفيف مثل الدجاج أو البيض، وفاكهة غير حمضية مثل الموز. هذه العناصر تدعم الهضم وتساعدك على البقاء مرتاحًا خلال الرحلة. وتجنب الإفراط في الأكل قبل الإقلاع لتفادي الأرق والمغص أثناء الرحلة.
الحقيقة أن المعدة الممتلئة تمنع النوم وتزيد المغص. اختر وجبة معتدلة الحجم وتجنب الإكثار قبل الإقلاع، وكذلك اعط معدتك وقتًا للهضم قبل الانطلاق. ضع في اعتبارك توزيع الطعام عبر فقرات الرحلة بدلاً من تعبئة دفعة واحدة كبيرة.
كيفية حساب السعرات أثناء السفر
قد تقول إنك في عطلة وتريد الأكل، لكن الجسم لا يعرف أنها عطلة فالسعرات تبقى سعرات. استخدم تطبيقات مثل MyFitnessPal أو YAZIO لتقدير السعرات. الوجبة العادية في المطارات أو الطائرات عادة بين 800 و1000 سعرة حرارية بسهولة. حاول توزيع السعرات على ثلاث وجبات خفيفة بدل هجمة واحدة على بوفيه الإفطار.
يمكنك تسجيل ما أكلت وتحديث التقدير باستمرار لإبقاء التحكم في السعرات أثناء السفر. هذه الطريقة تسهم في الحفاظ على نمط غذائي متوازن وتضيف مرونة للرحلة. اختر خيارات صحية وخفيفة قدر الإمكان وتجنب الإفراط في خيارات عالية السعرات عندما تكون متاحة.
فرصة السفر لفقدان الوزن
قد تندهش عندما تعلم أن كثيرًا من قصص فقدان الوزن حول العالم بدأت من رحلة سفر. يعود ذلك إلى الإثارة والتجارب الجديدة والجهد البدني الناتج عن المشي والاستكشاف والتنقل. العقل يكون مشغولًا بالاكتشاف فتنسى الأكل المتكرر وتزداد الحرقات الجسدية أثناء التنقل. لذلك يمكن اعتبار السفر فرصة لبدء أسلوب حياة صحي مع كل خطوة في مدينة جديدة.
السفر ليس مجرد استراحة من الروتين بل دافع حيوي للجسم للمحافظة على نشاطه ولو بشكل يومي. من خلال التخطيط والانتظام يمكنك أن تستفيد من الحركة والطبيعة الجديدة في كل وجهة. في نهاية المطاف، تتحقق المتعة مع الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والوزن.
سلامة مياه الحنفية أثناء السفر
قاعدة ذهبية: إذا كنت لا تشرب الماء من الحنفية في بلدك، فلا تشربه خارجها. لتتأكد من صلاحية المياه في دولة ما، راجع السفارة أو وزارة الصحة المحلية. يمكنك استخدام تطبيقات مثل TapSafe أو WaterMap لمعرفة مدى صلاحية مياه الشرب. ويفضل دائمًا استخدام مياه معبأة، خاصة في الطائرات، لأن خزانات المياه قد لا تكون نظيفة كفاية.
اعتمد دائماً المياه المعبأة لتجنب مخاطر العدوى والجفاف أثناء الرحلة، وتأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية وغطاء الزجاجة قبل الشرب. تحقق من إشعارات السلامة في الدولة التي تزورها واتباع التعليمات المحلية في المطارات. وجود المياه النظيفة يدعم راحة الجهاز الهضمي ويحميك من مشاكل قد تعيق رحلتك.
لا تجرب كل الأطباق في أول يوم
أول يوم في الرحلة ليس مكانًا لتجربة كل أطباق البلد دفعة واحدة. يواجه المسافرون أحيانًا خيارات كثيرة وتتنوع الأطباق من شاورما إلى سوشي وكاري ومثلجات. التدرّج في تجربة الأطعمة يساعد المعدة على التكيّف مع تغيرات الطعام والبيئة. تقبل أن تقليل المخاطر بحدود محدودة هو خيار ذكي قبل أن تعرف جسدك جيدًا في الوجهة الجديدة.
الطريقة الأفضل هي تجربة طبق واحد جديد كل 6–8 ساعات وملاحظة تفاعل جسمك. ولا تفترض أن معدتك تتحمّل مثل معدة السكان المحليين في كل بلد. تقبل كذلك بأن لا تستطيع تجربة كل شيء أثناء السفر وهذا أمر طبيعي ومقبول ويخفف من الإجهاد الهضمي.
الحصول على طعام مجاني أثناء السفر
نُزُل الشباب قد يقدم وجبات فطور مجانية في بعض الحالات. توجد جولات طعام مجانية في بعض المدن تعرّفك على المطاعم المحلية وتتيح لك تجربة بعض الأطباق دون تكلفة كبيرة. كما تستخدم تطبيقات مثل Too Good To Go وOlio لإيجاد بقايا طعام طازج من المطاعم والسوبرماركت بسعر رمزي أو مجاني في بعض الأوقات. وفي الرحلات الطويلة، قد تطلب وجبة خاصة مثل نباتية أو حلال وتكون غالبًا طازجة ومقدمة أولاً في بعض الأحيان.
اعتمد على خيارات إضافية مثل الحرص على التواصل مع مقدمي الخدمات السياحية والرحلات لفهم التوفر والتكاليف. حافظ على وعيك حول العروض والبدائل المتاحة لتقليل تكاليف الطعام أثناء السفر. مع التخطيط الصحيح، يمكنك تقليل التكاليف وتوفير وجبات مناسبة دون الإضرار بصحتك الهضمية.
إرشادات للمصابين بأمراض مزمنة
لا يعني وجود مرض مزمن أن السفر مستحيل. يجب إبلاغ شركة الطيران مسبقًا قبل الرحلة، فمعظم شركات الطيران توفر خيارات غذائية خاصة مثل خالية من الغلوتين أو قليلة السكر أو نباتية إذا تم الطلب قبل 24–48 ساعة من الرحلة. احرص على حمل طعامك الخاص داخل علبة شفافة لتلبية احتياجاتك عند الضرورة. كما ينبغي حمل دواء الطوارئ مثل الإبينفرين إذا كنت تعاني من حساسية مفرطة، أو أدوية القولون والمعدة بحسب توصية الطبيب. احمل بطاقة تعريف طبية باللغة الإنجليزية توضح الحساسية أو المرض لتسهيل التعامل أثناء الطوارئ. وشرب الماء بانتظام يساعد في تقليل أعراض الحساسية والجفاف الناجم عن السفر.
تذكّر أن وجود احتياجاتك الصحية لا يشكل عائقًا، بل دليلاً على وعيك وحرصك على جسمك. اخبرك بأنك تحتاج إلى رعاية خاصة يسهّل وصولها وتوفيرها على متن الطائرة. ضع في حقيبتك دائمًا الأدوية ومواد الإطفاء اللازمة ودواء الطوارئ وفق تعليمات الطبيب وتأكد من وجود بطاقة تعريف طبية محدثة معك في حقيبة اليد.
وباختصار، يعتبر التواصل مع شركة الطيران وتنظيم التغذية قبل وأثناء الرحلة خطوة مهمة. احرص على شرب الماء بانتظام واختيار وجبات بسيطة ومتوازنة حسب احتياجاتك، وتجنب الإفراط في الأكل قبل الإقلاع. بهذا الأسلوب، تحافظ على صحتك وتضمن وصولك إلى وجهتك بمعدة مرتاحة وراحة أثناء السفر.
خاتمة
المعدة الذكية تقود رحلتك إلى مسافر سعيد. بتخطيط بسيط ووعي غذائي، تتجنب مشاكل الهضم أثناء الطيران وتصل إلى وجهتك براحة، وبابتسامة على وجهك. حافظ دائمًا على التوازن بين الغذاء والراحة والحركة، وتذكر أن السفر متعة عندما يحترم جسمك حدوده ويستفيد من الفرص الصحية التي يوفرها.




