يؤكد هذا التقرير أن سرطان القضيب يرتبط بالصحة الجنسية والنفسية للرجل بشكل عميق، إذ يؤثر العلاج على عضو رئيسي في الوظيفة الجنسية وهوية الجسد. بالرغم من أن الكشف المبكر يعزز فرص الشفاء، إلا أن التحديات لا تقتصر على السيطرة على الورم وحدها. وتتضمن هذه التحديات صعوبات وظيفية ونفسية واجتماعية قد تستمر بعد العلاج، مثل صعوبات التبول، والألم المزمن، والضعف الجنسي، وتغير شكل العضو، إضافة إلى اضطرابات نفسية تؤثر على الثقة بالنفس والعلاقات الزوجية.
لماذا يحتاج مرضى سرطان القضيب إلى الدعم النفسي؟
تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من مرضى سرطان القضيب يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي. إلا أن العديد منهم يترددون في مناقشة هذه الجوانب الحساسة قبل الجراحة، وتتركز اهتماماتهم على نسب البقاء وموضع الاستئصال فقط. تؤثر هذه التحديات على قدرة المريض على التكيف مع العلاج وتزيد من مخاطر تأخر طلب الرعاية.
قبل الجراحة.. قلق وخوف وتأخير في طلب العلاج
يعاني كثير من المرضى قبل التدخل من قلق شديد بشأن الأداء الجنسي وصورتهم الذاتية. وقد يؤدي الخجل أو الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض إلى تأخير طلب الرعاية الطبية، مما يرفع احتمالات تشخيص المرض في مراحل متقدمة ويعقد العلاج. كما قد تؤثر الأعراض المصاحبة للورم مثل الالتهاب أو صعوبات التبول على الرغبة والأداء الجنسي قبل بدء العلاج.
بعد الجراحة.. تحديات جسدية ونفسية
تعتمد التأثيرات الجنسية بعد الجراحة على نوع التدخل ومداه. قد يواجه بعض المرضى تغييرات في طول القضيب أو حساسيته أو القدرة على الانتصاب، كما قد تتأثر احتمالية الوصول للنشوة الجنسية خاصة بعد الاستئصال الجزئي أو الكلي. وتساهم تقنيات الجراحة الحديثة وإعادة البناء في تقليل هذه المضاعفات وتحسين الوظيفة قدر الإمكان.
رغم التقدم… الرضا الجنسي لا يزال تحديًا
تشير الأبحاث إلى أن الرضا الجنسي لدى مرضى سرطان القضيب يظل أدنى من الرضا لدى الأصحاء، خاصة لدى من خضعوا لجراحات واسعة. كما يمكن أن تؤثر مخاوف الحميمية والتقارب العاطفي بعد العلاج في العلاقة الزوجية. لذلك تتطلب الرعاية الشاملة إدراج الصحة الجنسية والنفسية ضمن خطة العلاج منذ لحظة التشخيص.
الحاجة إلى الرعاية المتكاملة
يؤكد الخبراء أن علاج سرطان القضيب لم يعد يقتصر على السيطرة على الورم بل يجب أن يشمل دعمًا نفسيًا وجنسيًا واجتماعيًا منذ لحظة التشخيص. وينبغي إشراك مختصين في الصحة الجنسية والصحة النفسية ضمن فريق العلاج لتحقيق أهداف جودة الحياة. وتهدف هذه الرعاية إلى الحفاظ على الثقة بالنفس، والعلاقة مع الشريك، والتوازن النفسي، بما يضمن تواجد المريض في قلب الرعاية الصحية.




